شهدت الساعات الأخيرة، التي سبقت إسدال الستار على فعاليات النسخة الثامنة من مهرجان «الدوخلة»، حضوراً كثيفاً من جانب الزوار مساء أول من أمس، على رغم استئناف الدراسة. ولن يُكتب لطواقم العمل في المهرجان، الذين واصلوا الليل بالنهار، طوال الأيام ال10 الماضية، أخذ قسط من الراحة، إذ سيبدؤون من الآن الإعداد للنسخة التاسعة من المهرجان، الذي يقام برعاية «الحياة» إعلامياً. وقال رئيس اللجنة الإعلامية في المهرجان عبدالله العسكري، ل «الحياة»: «إن زوار المهرجان منحونا ثقة كبيرة، ونحن حريصون على أن نحافظ على هذه الثقة». واعتبر الليلة الختامية للمهرجان «الأفضل من بين الليالي الختامية للمهرجان، على مدى سنواته الثماني، إذ كان من المتوقع أن تكون ليلة الختام بحضور بسيط جداً، خصوصاً أن يوم السبت كان بداية الدراسة، بعد إجازة العيد. إلا أن الحضور كان كبيراً، وهذا مؤشر على أن المهرجان لا زال يستقطب الزوار، حتى آخر يوم منه». وشهد اليوم الأخير، حضوراً من دول الخليج العربي، بحكم كونه إجازة أسبوعية لديهم. وأضاف العسكري، «اختلطت مشاعر الحزن والفرح في ليلة الختام، فبعد أكثر من شهر قضاه العاملون في المهرجان معاً، حان وقت الافتراق». ونشط في المهرجان ممثلون عن لجنة التنمية الاجتماعية في سنابس، ومتطوعون، وحرفيون وأسر منتجة، إضافة إلى العاملين في أركان التسوق. واستعملت الكوادر، الإذاعة الداخلية في المهرجان لتوديع الحضور، وتوديع بعضهم بعضاً. وسط أجواء سادها «الحزن»، وبخاصة على موقع المهرجان، الذي استغرق تشييده شهراً كاملاً، وسيتم هدمه، «لنقف من جديد على أطلال «الدوخلة» بحسب قول العسكري، الذي لفت إلى أن بلدية القطيف «وعدت بأن تُبقي القرية التراثية في المهرجان للعام المقبل، ولن تهدمها، ما يخفف علينا الألم». وقال: «ردود فعل الحضور، وكلماتهم التشجيعية في اليوم الختامي، ستكون دافعاً كبيراً لأن تكون «الدوخلة» في العام المقبل، أفضل مما هي عليه في هذا العام»، مضيفاً «نستقبل آراء الحضور وانتقاداتهم البناءة، التي تُسهم في تقدم «الدوخلة» عاماً تلو الآخر». وتضمنت فعاليات الليلة الأخيرة «زفة المعرس»، إضافة إلى الخيمة الثقافية، التي قدمت محاضرة للاختصاصي مصدق الخميس، حول حماية الأطفال من التحرش الجنسي، وأيضاً توقيع رواية الكاتب محمد الفوز «لا تثقوا بامرأة»، والتي أثارت جدلاً كبيراً بين الحضور، بسبب عنوانها، إضافة إلى خيمة التسوق، والقرية التراثية ومعرض القرآن الكريم. فيما اختتمت فعاليات الخيمة الصحية قبل اليوم الختامي، واستمرت فعاليات القسم النسائي كاملة لليوم الأخير. ومن اللافت للانتباه أن القهوة الشعبية في القسمين الرجالي والنسائي، اكتظت بالزوار حتى موعد الإغلاق». وأكد رئيس لجنة الرصد للمتابعة والتقويم في المهرجان ناصر اليوسف، «تخطي عدد زوار المهرجان ربع مليون زائر، خلال الأيام ال10 الماضية». وقال: «حسابياً 9 أيام، وليس 10، لأن اليوم الأول كان للافتتاح الرسمي، ومن خلال الاستبيانات الموزعة تبين أن رضا الزوار كان بنسبة60 في المئة «ممتازاً»، و28 في المئة «جيد جيداً»، ونعتبرها نسبة عالية. وأعلى من العام الماضي التي كانت 52 في المئة». وأشار إلى أن التقويم «يطبق على 14 لجنة ضمن المهرجان». وأضاف اليوسف، أن «كل الآراء والاقتراحات يتم وضعها في ملف خاص. ويقدم للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية في سنابس، لتدرس الآراء والاقتراحات. وهناك آراء تمّ الأخذ بها من مقترحات العام الماضي، ومنها زيادة عدد دورات المياه، وتقويم أداء الأفراد والفعاليات». وذكر أن «كوادرنا من جميع محافظة القطيف، نساء ورجال، وجزء كبير من الكوادر يكون تعاونهم معنا سنوياً»، موضحاً أن «هدف العمل التطوعي خلق دماء جديدة. ونحن نريد نشر ثقافة العمل التطوعي بين الجميع، وخلال السنوات الأربع الماضية تجاوز عدد لمتطوعين في المهرجان 4 آلاف. وفي النسخة السادسة من «الدوخلة» بلغ عدد المتطوعين 1800 متطوع».