يتفنن 30 موظفة سعودية يحملن شهادات تعليمية مختلفة، في صنع الشكولاتة والمعمول، في رحلة عمل يومية تبدأ من الثامنة صباحاً إلى الخامسة مساءً، بمصنع للشوكولاتة والمعمول في بلدة السلمية التابعة لمحافظة الخرج، في مقابل 2700 ريال راتباً شهرياً. وتتفاوت مهمات الموظفات ما بين صنع عجينة المعمول وإخضاعها لآلة المعمول ثم وضعها في الفرن، وغمس حباتها وحشوها وتبريدها، وصنع شوكولاتة الشانتيل، وتزيينها بأوراق ديكور مطبوعة بمختلف الأشكال والصور، إلى أن يصل المنتج إلى المرحلة النهائية المتمثلة بالتغليف، ووضع الملصقات. رحلة موظفات مصنع لاتين لصناعة التمور والشوكولاتة التابع لشركة نجمة المدائن، تبدأ بتجمعهن الساعة السابعة والنصف صباحاً، إذ تقوم الحافلة بنقلهن إلى المصنع، ليبدأن عملهن من الساعة الثامنة وحتى الخامسة مساءً. وعلى رغم مرونة الشركة، وعدم فرضها شروط على المتقدمات للتوظيف، إلا أن ذلك لم يمنع عاملات في المصنع من إبداء ملاحظاتهن، إذ أوضحن أنه لا تتوافر مخارج طوارئ في المصنع، ولا توجد مقاعد تناسبهن، إضافة إلى عدم تأمين الشركة وجبات للعاملات، وزي رسمي مريح، واضطرار العاملات لارتداء النقاب طوال فترة عملهن، واكتفاء سائق الشركة بنقلهن من نقطة محددة إلى مقر عملهن، ما يكلفهن مصاريف إضافية. ويقول المدير العام لمجموعة نجمة المدائن ماجد العثمان ل«الحياة»، إن كل موظفة تعرف مهماتها ولا تتأخر في تنفيذها، وذلك من خلال جدول عمل يومي، وتتنوع تلك المهمات ما بين تولي مجموعة زمام آلة المعمول، ومجموعة أخرى تقوم بالتكوير والحشو، وثالثة بالتغطيس والتبريد، ورابعة بالتغليف والرص. وأضاف: «تتكفل المجموعة الأولى بصنع عجينة المعمول واحتساب نسب التمر ووزنه المضاف للعجينة ومقدارها إلكترونياً، ومن ثم إخضاعها للآلة المختصة بالمعمول، وأثناء انتقال كراته عبر السير، تقوم مجموعة أخرى بإتقان كراته وحشوها ثم وضع تلك الكرات في الفرن، إلى أن يصل إلى مرحلة التغطيس والتبريد، إذ يقع على عاتق مجموعة جديدة مهمة تغطيس حبات المعمول بالشوكولاتة وتبريدها من خلال السير المجهز لذلك، ثم وضعها في عربات، لتبدأ مهمة المجموعة الأخيرة بتغليف المعمول ووضع الملصقات عليه، ثم ترتيبه في كراتين وتسليمه للإدارة». وأشار العثمان إلى أن خط الإنتاج الثاني يقوم بصنع الشوكولاتة، مثل شوكولاتة شانتيل العالمية، إذ تتكفل إحدى المجموعات بتزيينها بورق ديكور يحتوي على العديد من الأشكال والصور، وتغليفها في نهاية مرحلة صنعها. وذكر أن شركة لاتين لديها خطة للاستحواذ على 20 في المئة من سوق التمور والشوكولاتة في السعودية، مشيراً إلى أننا كنا نستورد منتج الشوكولاتة من لبنان بنسبة 100 في المئة، والآن انخفضت النسبة إلى 20 في المئة، في حين نستورد المواد الخام للشوكولاتة من سويسرا وإيطاليا. وعن أسلوب تدريب العاملات، قال العثمان: «بدأت الموظفات مباشرة العمل في المصنع قبل عامين، إذ استقطبنا كادراً من خارج المملكة لتدريبهن وتعليمهن طريقة استخدام الماكينات، ومراقبة الإنتاج، إضافة إلى شيف يدربهن على صناعة الشوكولاتة والمعمول». وأضاف: «لدينا خطة جديدة لتفعيل خطوط إنتاج جديدة، يتم على إثرها تطوير الآلات، والتعاون مع شركة سويسرية وإيطالية يتولى كادرها تدريب العاملات عليها». وحول نسبة الموظفات في المصنع، قال العثمان: «تشغيل المصنع معتمد على الموظفات السعوديات بنسبة 70 في المئة، والنسبة المتبقية تشغلها عمالة وافدة، وينتج المصنع 40 منتجاً يومياً، ولدينا خطا إنتاج، أحدهما للمعمول والآخر للشوكولاتة». وأكد أنه لم يتم فرض شروط للالتحاق في المصنع، وقال: «اكتفينا بشرط موافقة ولي أمر الفتاة، وقمنا بتوظيف ثلاث دفعات من العاملات، إذ يعمل لدينا 30 موظفة ومشرفتان ومسؤولة إدارية»، مشيراً إلى أن «عمل الفتيات داخل المصنع أسهم في تطوير طريقة تفكيرهن المهني، إذ بادرن بتزويدنا باقتراحات عدة لمنتجات إضافية». وعن المشكلات الناتجة من عملهن، قال: «تفتقر بعض العاملات إلى ثقافة العمل، وتتسرب فئة الجامعيات من المصنع بعد التحاقهن بوظائف حكومية بعد تدريبهن، ما دفعنا إلى التركيز على الحاصلات على الشهادات قبل الجامعية». وأشار إلى أن مجموعة نجمة المدائن تسعى إلى توظيف 15 سعودية لتولي زمام إدارة الشركة المالية والإدارية في غضون الشهرين المقبلين. وبخصوص ملاحظات العاملات، قال العثمان، إن لدينا خطة لتوسيع المصنع وتطويره، مشيراً إلى أن تجميع العاملات في نقطة محددة في الصباح يعود إلى تأخير بعض العاملات عند الخروج من منازلهن في بداية تطبيق التجربة، وفضلت أخريات التجمع في نقطة محددة، كما سنعمل على تأمين الوجبات والزي وفقاً لاقتراحات الفتيات.