يضع البعض على الإنترنت ما لا يستطيعون تحقيقه أو الحصول عليه في العالم الواقعي. أما وزارة الخارجية الإسرائيلية، فتعمل على تحقيق بعض أهدافها في العالم الإفتراضي كخطوة أولى بهدف نقلها لاحقاً الى أرض الواقع. فقد أنشأت وزارة الخارجية مؤخراً عدداً من الصفحات الموجّهة للقارئ العربي ومن أهمها صفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية" على موقع فايسبوك للتواصل الإجتماعي. ويشرح القيّمون على الصفحة أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أنشأت الصفحة "كمصدر للمعلومات عن دولة إسرائيل باللغة العربية، ومن أجل إطلاع الجمهور العريض على نشاطاتها أولا بأول." وتحدد الصفحة تاريخ إنشائها ب 14 أيار (مايو) 1948، والمقصود به تاريخ إعلان قيام الدولة العبرية. وتعدى المعجبون بالصفحة حتى هذه اللحظة ال 184 ألف عضوا ً على فايسبوك و11 ألف متابع على تويتر. أضف الى ذلك قناة للأشرطة المصورة على موقع يوتيوب. وفُتحت التعليقات لزوار الصفحة "تشجيعاً للتعبير عن الرأي وقيام نقاش مفتوح مع مسؤولي وزارة الخارجية"، حسب ما ورد أيضاً في تعريف الصفحة. سفارة في الجمهورية اللبنانية؟ وظهرت مؤخراً، من ضمن عائلة "إسرائيل تتكلم العربية"، صفحة "إسرائيل في لبنان". إذ يمرّ حالياً على فايسبوك إعلان مدفوع ل "إسرائيل باللبنانية - الصفحة الرسمية للسفارة الإسرائيلية في الجمهورية اللبنانية"، يوصلك الى صفحة إسرائيل في لبنان، التابعة أيضاً لبرنامج وزارة الخارجية الإسرائيلية. وتحصي الصفحة هذه 74 معجباً حتى الآن. وتُعرّف الصفحة عن نفسها على أنها "مكرسة لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والنمو الاقتصادي والصداقة بين دولة إسرائيل ولبنان." إلا أن أحد الذين لاحظوا هذا الإعلان الفايسبوكي بدأ حملة مضادة للتبليغ عن هذا الإعلان بأنه "عدائي ويستخدم لبنان للتسويق لإسرائيل." وفي موقف معاكس، كتب "محمد"، الذي يقول أنه من سكان القاهرة، على صفحة إسرائيل في لبنان: "أتمنى أن أسافر الى دولتكم للعمل فيها والحصول على الجنسية اذا أمكن"، منهياً تعليقه بالتمني "من الله ومنكم مساعدتي في أسرع وقت ممكن والإستجابة الى طلبي." ومن ضمن الصفحات التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية المتحدثة بالعربية والتركية والفارسية صفحة "زيارة إسرائيل" التي تعنى بالمجال السياحي، وصفحات أخرى موجهة للجمهور المصري والأردني والتركي والإيراني. "قصص لن تسمعوا عنها من وسائل الإعلام العربية" وبأخذك رابط على صفحة الفايسبوك الى الموقع الإلكتروني الرسمي لوزارة الخارجية الإسرائيلية باللغة العربية. ويجد المتصفح على الصفحة الرئيسية زاوية تحت عنوان "قصص عن إسرائيل ربما لن تسمعوا عنها من وسائل الإعلام العربية". ومن بين هذه المواضيع تحقيق تحت عنوان "مسلمو إسرائيل أكثر رضاً عن حياتهم". فحسب الموقع، و "وفقاً لمعطيات نشرتها دائرة الإحصاء المركزية عن المسلمين في اسرائيل بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، تشير الأرقام إلى أن عرب إسرائيل أكثر اندماجاً في المجتمع الإسرائيلي وأكثر تأثراً ببيئته." ولمحبّي الفن، يعرض الموقع مقطع فيديو تم تصويره في الصحراء للمغنية الإسرائيلية "زهافا بن تقوم" وهي تؤدي أغنية "انت عمري" لأم كلثوم. كما تفتح الصفحة موضوع "اللاجئين اليهود" الذين، حسب أرقامها، فاقوا ال 900 ألف لاجئ في حين ان اللاجئين الفلسطينين لم يتعدوا ال 750 ألفاً، معتبرة أن للاجئين اليهود الحق في العودة الى الدولة العبرية وإلى الدول العربية التي هُجّروا منها. كما تظهر في الموقع الأقسام المعتادة حول الإرهاب وإيران والتطرف الإسلامي والهولكوست و"حرب حماس ضد إسرائيل". فهل يحقق فايسبوك ما فشلت في تحقيقه المفاوضات والديبلوماسية لأكثر من 60 عاماً؟ "انشالله لأ"، على القول العامي اللبناني.