تسعى إسرائيل منذ أكثر من عامين «لمقايضة» قضية اللاجئين الفلسطينيين الذين هُجروا من ديارهم عند إقامة الدولة العبرية عام 1948 بما تسميه قضية «اللاجئين اليهود»، أي اليهود الذين هاجروا إلى إسرائيل من الدول العربية في خمسينات القرن الماضي ضمن سياسة الدولة لتهويد الأرض وضمان غالبية يهودية. وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أطلقت أول من أمس حملة دعائية على شبكة الإنترنت تحت عنوان «أنا لاجئ» تدعو فيها الإسرائيليين من المهاجرين من دول عربية إلى نشر إفادات مصورة على شبكة الإنترنت توثّق «كيف تم سلب حقوقهم وطردهم من بيوتهم معدَمين فقط لكونهم يهوداً وبسبب إقامة دولة إسرائيل». ويرى مراقبون أن دعاة الحملة الإسرائيلية يدركون في قرارة أنفسهم أن الحملة لن تلقى آذاناً صاغية لدى المجتمع الدولي الذي يعلم جيداً أن إسرائيل عملت على إغراء يهود العالم مالياً للقدوم إلى إسرائيل وأنه لم يتم ترحيل اليهود من الدول العربية، بينما قامت إسرائيل على أنقاض البيوت الفلسطينية التي تم ترحيل مئات آلاف قاطنيها وقتل آلاف الفلسطينيين، فضلاً عن تدمير نحو 530 بلدة فلسطينية أقيمت فوق معظمها مستوطنات يهودية لاستيعاب «المهاجرين الجدد». وأضافت الصحيفة أن صاحب الفكرة هو نائب وزير الخارجية داني أيالون «وهو نفسه ابن لأبٍ طرد من الجزائر ويريد الآن تصحيح الغبن التاريخي، والاعتراف بقضية اللاجئين اليهود وتعويضهم وتعويض عائلاتهم». وبحسب أيالون «فإن 856 ألف يهودي طُردوا أو تركوا بيوتهم معدمين ووصلوا إلى إسرائيل كلاجئين»، مضيفاً أنه يأسف لأن قصة لجوئهم لم تحظ قط حتى اليوم باعتراف المجتمع الدولي ولا حتى حكومة إسرائيل. ودعت الوزارة المهاجرين وأبناء عائلاتهم بأن يقدموا شهادتهم الشخصية على شبكة التواصل الاجتماعي وباللغات الثلاث العبرية والعربية والإنكليزية من أجل دعم الحملة الدعائية التي تقوم بها الوزارة. وقال أيالون: «أدعو اللاجئين اليهود جميعاً ليحكوا قصصهم من أجل تصحيح الغبن». كما وجه الدعوة للأحفاد من أجل مساعدة جدودهم ليرووا قصصهم الشخصية على شبكة الإنترنت».