تعد وزارة الخارجية الإسرائيلية لحملة علاقات عامة واسعة في أوروبا لتحسين سمعة الدولة العبرية، تحت شعار «كل مواطن سفير»، حيث أعطيت التعليمات في هذا الصدد إلى سفارات إسرائيل في لندن وبرلين وروما ومدريد وباريس ولاهاي واوسلو وكوبنهاجن. أفادت صحيفة «هارتس» بأن خارجية إسرائيل ضاعفت ميزانية العلاقات العامة في تلك العواصم الثمانية، وخصصت أموالا طائلة لتلك الحملة، وأن كل واحدة من تلك السفارات تلقت تعليمات بإعداد لائحة بحلول 16 يناير المقبل تضم ألف شخص على الأقل في كل عاصمة. ويفترض أن تتصل البعثات الدبلوماسية بهؤلاء الأشخاص لإبلاغهم بآخر التطورات السياسية، وأن تعول على مساعدتهم الطوعية للدفاع عن الدولة العبرية، وهؤلاء الأشخاص من الجاليات اليهودية والمسيحيين الموالين لإسرائيل والصحافيين والباحثين ورجال السياسة، كذلك تعتزم الوزارة للمرة الأولى استعمال شركات العلاقات العامة وعناصر مجموعات الضغط. ويأتي ذلك التحرك بعد أن تدهورت صورة الكيان الصهيوني بشكل متواصل خلال الأعوام الأخيرة، ولا سيما حربها على لبنان 2006 وفشلها في تحقيق أهدافها وأطماعها التوسعية، نتيجة صمود المقاومة اللبنانية، وحربها على قطاع غزة في نهاية 2008، وتبنّي المجتمع الدولي لتقرير القاضي الدولي جولدستون حول تلك الحرب غير المتكافئة، والهجوم على أسطول المساعدات الإنسانية التركي، الذي كان متوجها إلى غزة في 31 مايو الماضي، وفضيحة تورّط جهاز «الموساد» في اغتيال القائد الميداني الفلسطيني محمود المبحوح، فضلا عن استمرار سياسة الاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية والقدس المحتلة، حيث اهتزت صورة إسرائيل التي طالما حاولت تسويقها منذ نشأتها، من كونها واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط، وأنها محاطة بدول عربية ديكتاتورية تضعها دائما تحت التهديد، وأنها في حملاتها العسكرية إنما تقوم بالدفاع عن نفسها، وأنها البلد الوحيد الباحث عن السلام في منطقة الشرق الأوسط. وإزاء تلك الانتكاسات الإعلامية، قررت حكومة بنيامين نتنياهو السعي لتلميع صورة إسرائيل، وإنقاذ ما بقي من هيبة الدولة الإسرائيلية داخليا وخارجيا. فأنشأت في مارس 2009 وزارة جديدة تحت اسم وزارة الإعلام والشتات، على رأسها «يولي ايدلشتاي»، وفي خضم هذه الحملة، تمّ إطلاق الموقع الإلكتروني الذي يحمل شعار «معا نغيّر الصورة»، ويعدّد المفاخر الإسرائيلية، ويروي تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي من وجهة نظر إسرائيلية بحتة، ويدافع عن الاستيطان، ويزين الأساطير الكاذبة بحق إسرائيل واليهود والشعب الإسرائيلي، ويقدم نصائح سياحية وإرشادات للسفراء المبتدئين، إضافة إلى الموقع، توزّع ملايين المنشورات على المسافرين في مطار اللد الدولي على متن خطوط العال الجوية الدولية، تحمل عناوين مثل « اشرح إسرائيل» و«عرّف عنا بطريقة حسنة». وتشمل الحملة مبادرات محلية في الدول المستهدفة، بدعم مادي من السفارات الإسرائيلية، ولكن دون أن يعلم الجمهور المتلقي بأنّ إسرائيل تقف وراء هذه المبادرات، وتقوم على تمرير رسائل في مجالات ثلاثة: السياسي، أي مواقف إسرائيل من العملية السلمية، الاستيطان والتطورات في الأممالمتحدة، الثاني يشمل تسويق قوة إسرائيل التكنولوجية والسياحية والاقتصادية، أما المجال الثالث فيتعلق بقضايا لا ترتبط بها الدولة العبرية مباشرة، ولكنّها تخدم مصالحها مثل حقوق الإنسان في كلٍ من سورية وإيران وسيطرة حزب الله على لبنان، وللتأكد من جدوى الحملة الدعائية، ستجري السفارات الإسرائيلية استطلاعات رأي خلال عام 2011 وتعد تقارير حولها