دخل لبنان مرحلة العناية الدولية لأزمته السياسية، مع الإعلان عن زيارة خاطفة سيقوم بها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لبيروت غداً الأحد، تستمر زهاء 3 ساعات يلتقي خلالها رئيس الجمهورية ميشال سليمان في رسالة دعم له ولجهوده في معالجة الأزمة وفي خطوة احتضان للوضع اللبناني إزاء التطورات المتسارعة في المنطقة ولا سيما في سورية. وحذر رئيس المجلس النيابي نبيه بري أمس في دردشة مع عدد محدود من ممثلي الصحف بينها «الحياة» من إقفال باب الحوار الذي يرعاه الرئيس سليمان. وأشار الى أن اللبنانيين لم يتعلموا من الماضي، مشبهاً المرحلة الحالية من الأزمة في البلاد بمرحلة ما بعد حرب تموز 2006 حين نزلت قوى 14 آذار الى الشارع ونبه في حينها من أن تتحول الى «شوارع». وكرر ما سبق ان قاله العام 2006 من «اني اشهد اني بلغت». وخلص الى الدعوة الى عدم قطع التواصل بين الفرقاء، مشدداً على أن حل الأزمة الاقتصادية التي يدق ناقوس الخطر فيها هو في تسريع العمل على استثمار الثروة النفطية في لبنان، وتحديداً في جنوبه وفق تقارير شركات عالمية. ودعا وزارة الطاقة الى الإسراع في إنشاء هيئة إدارة قطاع النفط، وأكد ضرورة تفعيل عمل الحكومة الحالية. وفي باريس، قالت مصادر فرنسية رسمية رفيعة ل «الحياة» إن هولاند ارتأى القيام بزيارة خاطفة للبنان، في طريقه الى المملكة العربية السعودية، لأنه قلق على لبنان الذي يجب أن يبقى مستقلاً وان لا تنتقل اليه عدوى التأزم الذي تشهده سورية حالياً. وأكدت المصادر الفرنسية نفسها ان زيارة هولاند التي لم تكن مقررة للبنان تعكس «الاهتمام الكبير لفرنسا بهذا البلد الصديق الذي يجب تجنيبه أي خضة أمنية وموقفها الداعم لمؤسساته خصوصاً رئاسة الجمهورية». وتأتي زيارة الرئيس الفرنسي بعد زيارة مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط اليزابيث جونز قبل يومين بيروت واجتماعها مع كبار المسؤولين وعدد من القيادات في المعارضة، مؤكدة ان لبنان يستحق حكومة تحفظ الاستقرار فيه، خلافاً للموقف السابق للإدارة الأميركية الذي كان حذر من إسقاط الحكومة مخافة حصول الفراغ، كما تميز الموقف الأميركي بدعم واشنطن لجهود الرئيس سليمان الذي تكرر على لسان غير موفد أوروبي زار بيروت أخيراً (ديبلوماسيون من المانيا وايطاليا). وقالت مصادر رئاسة الجمهورية ان زيارة هولاند تستغرق ساعات عدة، وتقتصر على محادثات ثنائية يجريها مع الرئيس سليمان تستكمل على فطور عمل، ثم يعقد الرئيسان مؤتمراً صحافياً مشتركاً يغادر بعده هولاند الى باريس. وفي المقابل ينتظر أن يزور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد ظهر الأحد بلغاريا ثم هنغاريا في إطار التحركات الدولية للمسؤولين. وعلمت «الحياة» ان ميقاتي سيسعى في صوفيا الى الاطلاع على ما آلت اليه التحقيقات في شأن الهجوم على حافلة تقل سياحاً إسرائيليين قبل شهرين، والتي تردد انها قد تفضي الى إعلان تورط «حزب الله» في العملية خصوصاً ان بعض الموفدين الدوليين لمحوا الى هذا الأمر خلال زياراتهم لبنان في الآونة الأخيرة. وأعلن رئيس حزب الكتائب الرئيس السابق أمين الجميل أن الموقف الأميركي من الحكومة أخذ يتطور ويشجع على تغيير يعبّر عن كل اللبنانيين. الى ذلك قال رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» ميشال عون من كندا: «نحن لم ندعُ للحفاظ على النظام السوري بالمطلق، بل الى نظام سوري معدل مبني على حوار بين الافرقاء السوريين». ورأى ان «وطأة الحرب تخف تدريجاً، وهناك مشروع حل أممي، لن تهزم فيه سورية ولن يبعد الرئيس بشار الأسد، وسيكون حداً فاصلاً بين الأصولية وبين ما تبقى، وسيحافظ على الثقافة المشرقية».