قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس تنازلا نادرا لاسرائيل عندما قال انه ليس له حق دائم في المطالبة بالعودة الى البلدة التي طرد منها وهو طفل اثناء حرب 1948 التي قامت نتيجة لها اسرائيل. وسئل عباس الذي كان يتحدث الى نشرة الاخبار بالتلفزيون الاسرائيلي التي تتمتع بأكبر نسبة مشاهدة عما اذا كان يريد ان يعيش في صفد وهي البلدة التي عاش فيها طفولته في منطقة الجليل عندما كانت فلسطين تخضع للانتداب البريطاني. وقال عباس للقناة الثانية بالتلفزيون الاسرائيلي متحدثا بالانجليزية من مدينة رام الله في الضفة الغربية :لقد زرت صفد مرة من قبل. لكنني أريد ان أرى صفد. من حقي ان أراها .. لا أن أعيش فيها. وأضاف :فلسطين الان في نظري هي حدود 67 والقدس الشرقية عاصمة لها. هذا هو الوضع الان والى الابد... هذه هي فلسطين في نظري. انني لاجيء لكنني أعيش في رام الله. أعتقد أن الضفة الغربيةوغزة هي فلسطين والاجزاء الاخرى هي اسرائيل. وتحدى عباس اسرائيل والولايات المتحدة بالتخطيط لتقديم طلب الى الجمعية العامة للامم المتحدة لرفع تمثيل الفلسطينيين الى دولة غير عضو. وفي مواجهة عقوبات محتملة اسرائيلية وامريكية وعد عباس بالعودة فورا الى محادثات السلام بعد التصويت في الاممالمتحدة الذي من المرجح أن يفوز الفلسطينيون فيه. والتصريحات التي أذاعها التلفزيون والتي قوبلت بانتقادات شديدة من جانب معارضي عباس الاسلاميين تهدف فيما يبدو للتأثير على الاسرائيليين قبل الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية التي ستجري يوم 22 من يناير. وعبر بعض مسؤولي حكومة نتنياهو عن شكوكهم بشأن قدرة عباس على ابرام اتفاق سلام بعد ان فقد السيطرة على غزة التي انسحبت منها اسرائيل عام 2005 واصبحت تحت سيطرة حماس. وسعى عباس في حديثه للقناة الثانية إلى التأكيد على سيطرته على الامن في المناطق التي يديرها الفلسطينيون في الضفة الغربية قائلا انه ما دام في السلطة لن تكون هناك أبدا انتفاضة مسلحة ثالثة ضد اسرائيل. وقال : لا نريد أن نستخدم الارهاب. لا نريد ان نستخدم القوة. لا نريد ان نستخدم الاسلحة. نريد ان نستخدم الدبلوماسية. نريد ان نستخدم السياسة. نريد ان نستخدم المفاوضات. نريد ان نستخدم المقاومة السلمية. لا تعليق اسرائيليا ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مكتب نتنياهو على تصريحات عباس التي جرى بثها لدى عودة رئيس الوزراء من زيارة لفرنسا. وتلقي اسرائيل باللوم على عباس منذ فترة طويلة في تعثر الدبلوماسية قائلة ان الاصرار على تجميد المستوطنات التي ينظر اليها في الخارج على نطاق واسع على انها غير شرعية يرقى الى حد وضع شروط مسبقة. وقال بول هيرشسون المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ان المسؤولية مازالت تقع على عاتق عباس للعودة الى المفاوضات. وأضاف :اذا كان يريد ان يرى صفد أو أي مكان اخر في اسرائيل فانه فيما يتعلق بذلك سيسعدنا ان نريه أي مكان. لكن يجب ان تكون هناك رغبة في المضي قدما في عملية السلام. واضاف انه نظرا لان عباس ليس مواطنا اسرائيليا فانه ليس له الحق في ان يعيش في اسرائيل. نحن نتفق على هذا. حماس تندد وفي غزة نددت حماس بعباس قائلة انه يتحدث نيابة عن نفسه فقط. ولا تعترف الحركة الاسلامية باسرائيل. وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس انه لن يقبل أي فلسطيني التنازل عن حق الفلسطينيين في العودة الى ديارهم وقراهم وبلداتهم التي نزحوا منها. وأضاف انه اذا كان عباس لا يريد صفد فان صفد سيشرفها ألا تستقبل أمثاله.