تواصل اسرائيل حملة ترويجها لاستكمال استعداد جيشها والجبهة الداخلية، لاحتمال نشوب حرب اقليمية، جراء التطورات التي تشهدها المنطقة. واعلنت ان الاستعدادات لحال الطوارئ وصلت الى مرحلة شراء 75 الف كيس نوم ، كما اعدت ما تسمى وحدة "الاخلاء والمساعدة" 16 ملجاً شعبياً يتسع لعشرات آلاف السكان، الذين يضطرون الى الهرب من مناطق سكناهم خوفاً من الصواريخ، بالتركيز على سكان منطقة الشمال المتوقع نزوح مئات آلاف منهم الى المركز والجنوب. وفي سياق الاجواء، التي يثيرها عسكريون وسياسيون اسرائيل لاحتمال حرب قريبة، اعلن الجيش انه يواصل منذ ايام تدريباته العسكرية في منطقة الشمال على احتلال بلدات في جنوب لبنان . وفيما يركز في هذه التدريبات على احتمال خوض معارك في مناطق جبلية يصادف خلالها الجيش الاسرائيلي كمائن ومقاتلين مزودين بمعدات قتالية وحربية متطورة، كرر وزير الدفاع ايهود باراك تهديداته تجاه حزب الله، في حال تم نقل اسلحة كيميائية او صواريخ بعيدة المدى من سورية الى لبنان. وفي تصريحات اعلامية عاد ليعبر عن قلقه من مصير مخزون الاسلحة السورية، في حال سقوط نظام الاسد، ونقلها الى لبنان. وقال باراك:" لا نخفي قلقنا من قيام حزب الله بنقل انظمة متقدمة من صواريخ ارض-جو ونشرها في لبنان، بينها صواريخ "سكود" القادرة على تغطية كل بلدة في اسرائيل". وهدد باراك ان بلاده لن تسمح بوصول هذه الاسلحة الى لبنان، مهما كلف الثمن. ويأتي القلق الاسرائيلي من الاحداث في سورية في اعقاب اقتراب المعارك الى الحدود وتكرار محاولات تسلل سوريين، بينهم مسلحون الى اسرائيل عبر السياج الامني. وكان قائد وحدة "101" في قيادة الشمال ، يوفال غاز، ادعى ان خمسين مسلحا خرجوا من البلدات السورية المحاذية للحدود باتجاه السياج الامني في محاولة للتسلل الى اسرائيل وفي حوزتهم اسلحة واجهزة مراقبة، لكن قوة من الجيش الاسرائيلي وصلت الى المنطقة الحدودية ومع انتشارها عاد المسلحون الى الطرف السوري. واشار يوفال غاز الى ان "القلق الاسرائيلي لا يكمن في الخوف من عمليات ينفذها المسلحون الذين يواجهون الجيش السوري ضد اهداف اسرائيلية، انما ايضا تدفق مئات اللاجئين السوريين الى اسرائيل". وذكر ان "وحدة المظليين في قيادة الشمال تدربت على كيفية التعامل مع وضع يصل الى السياج الامني مئات السوريين يطلبون اللجوء الى اسرائيل". وفي اعقاب هذه الحادثة اصدر قائد منطقة الشمال، يائير غولان، تعليمات خاصة الى قوات جيشه المستنفرة على طول مناطق الحدود الشمالية لاستكمال استعدادها لامكانية تدهور سريع على منطقة الحدود يصل الى حد مواجهات بين الجيش الاسرائيلي والمسلحين من الطرف السوري، ممن يحاولون اختراق الحدود او مع الجيش السوري. من جهته قال قائد وحدة "890" في منطقة الشمال، عاران اولئيل، ان التوتر لا يقتصر على الحدود مع سورية انما تجاه لبنان ايضا واضاف:" دوريات الجيش تظهر للطرف الاخر في لبنان قوة عناصرها من دوريات ومراقبة، وذلك خلال الدوريات التي تجريها على مدار اليوم على طول المنطقة الحدودية لمنع اختطاف جنود او محاولة التسلل الى اسرائيل. واضاف اولئيل" كل عنصر في الجيش يتعامل وكانه رجل استخبارات. فالمراقبة مشددة وكل تغيير صغير يحدث لدى الطرف الاخر يشعل امامنا الضوء الاحمر". ويدعي اولئيل ان نشطاء حزب الله يعملون على طول المنطقة الحدودية بسرية كاملة عبر المدنيين، الى حد ان معدات المراقبة الحديثة يستخدمها مدنيون لجمع المعلومات عن تحركات الجيش الاسرائيلي وما يحدث وراء الحدود. يشار الى ان الوحدة التابعة للجيش الاسرائيلي والمعروفة باسم "كومتس" تقوم باعمال تقوية السياج الحدودي على طول المنطقة الحدودية مع لبنان ونصب كاميرات مراقبة ومعدات واجهزة استخبارية حديثة ومتطورة، فيما الدوريات العسكرية تكثف نشاطها بادعاء ان القلق الاسرائيلي من انتقال الازمة السورية الى لبنان يتعاظم.