يتابع الاسرائيليون باهتمام تطورات الازمة في ايران وانعكاساتها المحتملة على برنامجها النووي الذي يعتبرونه اكبر تهديد على امنهم. وقال ايلي كرمون الباحث في المركز المتعدد الاختصاصات في هرتزيليا قرب تل ابيب ان "الانتفاضة الايرانية" كما تصفها الصحف الاسرائيلية في اشارة الى الانتفاضة في الاراضي الفلسطينية "تؤثر بشكل مباشر على كل اسرائيلي". واضاف "منذ سنوات تدعم ايران الارهاب ضد اسرائيل وتهدد بالقضاء على الدولة العبرية وبشطبها عن الخريطة". وبالتالي فان اي تطور يشهده النظام الايراني يهم خصوصا الاسرائيليين الذين يعتبرون انهم على اول خطوط الجبهة في مواجهة هذا البلد الذي يهددهم رئيسه محمود احمدي نجاد بالاسوأ. وعلى غرار الدول الغربية، تشتبه اسرائيل في ان ايران تسعى الى امتلاك السلاح النووي تحت غطاء برنامج مدني، وهو ما تنفيه طهران على الدوام. ويتهم الاسرائيليون ايضا الجمهورية الاسلامية بالتحكم وتحريك حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الاسلامية (حماس). وقال شلومو ارونسون الاختصاصي في القضايا الايرانية والاستاذ في الجامعة العبرية في القدس، ان فكرة افادة هاتين الحركتين من "مظلة نفسية نووية" تثير قلق الاسرائيليين. ويؤكد جهاز الموساد ان طهران ستمتلك قنبلة نووية في 2014 في حال لم يتحرك المجتمع الدولي لمنعها. وقال مناشي عامير المسؤول عن القسم الفارسي في الاذاعة الاسرائيلية ان "للاسرائيليين هدفين رئيسيين وهما منع ايران من امتلاك القنبلة الذرية، ووضع حد لمساعدة ايران للمنظمات الارهابية". وبحسب استطلاع اخير للرأي اجرته جامعة تل ابيب، فان 81% من الاسرائيليين يرون ان ايران ستتمكن من حيازة القنبلة النووية في حين يؤيد 51% هجوما فوريا على المنشآت النووية الايرانية، في مقابل 49% يفضلون انتظار نتائج الدبلوماسية. ومن وجهة النظر هذه، فان الحركة الاحتجاجية الدائرة في ايران ضد اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد، تخدم الحكومة الاسرائيلية التي تحاول الحصول على دعم المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول العربية الموالية للغرب، لتشكيل جبهة في مواجهة ايران. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لصحيفة "بيلد" الالمانية "اعتقد ان طبيعة النظام الايراني الحقيقية ظهرت الى الملأ". واضاف "انه نظام يقمع شعبه ويدعم الارهاب في العالم وينكر علنا المحرقة ويدعو الى القضاء على اسرائيل". ومع ذلك، قال عامير "لا يوجد فارق كبير بين محمود احمدي نجاد ومير حسين موسوي لان الاخير اعلن بوضوح انه اذا انتخب رئيسا سيواصل البرنامج النووي". وقال هذا الخبير، وهو من مواليد ايران، انه في حال فاز موسوي "سيعطي ذلك انطباعا خاطئا للغربيين بان ايران ستضع حدا لبرنامجها النووي وهذا غير صحيح". واضاف ان المرشد الروحي للجمهورية الاسلامية علي خامنئي هو صاحب القرار في القضايا الاستراتيجية في ايران وليس الرئيس. وخلص كرمون الى القول انه مهما كان مخرج الازمة "سيأتي وقت تضطر فيه الحكومة الاسرائيلية ان تتخذ قرارا حول طريقة الرد، في حين بات الايرانيون قاب قوسين او ادنى من حيازة التكنولوجيا النووية وفي نهاية المطاف القنبلة الذرية".