سيكون المصريون عموماً والأقباط خصوصاً على موعد الأحد المقبل مع إعلان اسم بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الرقم 118، حين يقوم طفل قبطي معصوب العينين بسحب اسم واحد من بين ثلاثة مرشحين تصدّروا نتائج الاقتراع التمهيدي الذي جرى أول من أمس. وكان قائم مقام الكنيسة الأنبا باخوميوس أعلن مساء أول من أمس أن الثلاثة الذين اختيروا في الاقتراع هم: الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة الذي درس الطب، والأنبا تاوضروس الأسقف العام لكنائس محافظة البحيرة شمالي القاهرة الذي درس الصيدلة، والراهب القمص رافائيل أفا مينا الذي يحمل شهادة في الحقوق، مشيراً إلى أن 94 في المئة من الناخبين البالغ عددهم 2412، شاركوا في اختيار المرشحين الثلاثة من أصل خمسة لمنصب بطريرك الأقباط الأرثوذكس في مصر، وسط أجواء اتسمت بالهدوء. وعرف عن رافائيل وتاوضروس وأفا مينا الابتعاد عن الشأن السياسي والاهتمام بالجانب الدعوي ورعاية الأقباط، وهو ما سيكون له أثر في العلاقة المستقبلية بين الكنيسة والدولة، لا سيما أن أقباط مصر يأملون في أن يقودهم البطريرك المقبل بأمان وسط ارتفاع حدة التوتر الطائفي وتصدّر الإسلاميين المشهد السياسي. ويحظى الأول بشعبية كبيرة لدى الأوساط القبطية، وهو ما ظهر عندما تصدر نتائج الاقتراع، حيث جاءت نتائج الاقتراع كالتالي: روفائيل 1980 صوتاً، والأنبا تاوضروس 1623 صوتاً، والقمص أفا مينا 1530 صوتاً. ويدخل المرشحون الثلاثة التصفية النهائية عن طريق القرعة الهيكلية، وقد سميت كذلك لأنها تجري أمام الهيكل المقدس لدى الأقباط، إذ تكتب أسماء المرشحين الثلاثة في ثلاث ورقات وتوضع داخل صندوق زجاجي شفاف، ويطلب من أول طفل دون السادسة من عمره يدخل الكنيسة الأحد المقبل اختيار ورقة من الورقات الثلاث ويكون الفائز هو البطريرك الرقم 118. وأعلن الأنبا باخوميوس أن هناك صوماً من الدرجة الأولى يبدأ اليوم ولمدة ثلاثة أيام، قبل إجراء القرعة الهيكلية الأحد المقبل. وسيتم الاحتفال بتنصيب البابا الجديد في 18 تشرين الثاني (نوفمبر) في حضور كبار رجال الدولة. وتأتي انتخابات البابا الجديد في ظل توتر مرشح إلى الاحتدام بين الكنيسة والتيار السلفي على خلفية اتهام الكنيسة للسلفيين باختطاف فتاة قاصر تدعى سارة من محافظة مرسى مطروح الساحلية وتزويجها لمسلم. وردت الجبهة السلفية في بيان أمس بإعلان رفضها «كل المحاولات التي تريد تحويل القضية إلى بعد طائفي». وأكد عضو المكتب السياسي في الجبهة السلفية خالد المصري في البيان أنه «لا يمكن كياناً كبيراً مثل الجبهة السلفية -لما لها من قاعدة شعبية واسعة وتوجه إسلامي ووطني خالص- أن تتصدى لقضية يُخالف فيها القانون، أو تعرّضها للمساءلة القانونية». وأوضح: «حينما تصدينا لقضية فتاة مرسى مطروح سارة إسحاق عبدالملك فإننا تصدينا لها من منطلق إنساني وحقوقي بحت». وكانت والدة الطفلة سارة إسحاق عبدالملك تقدمت ببلاغ إلى قسم شرطة مدينة الضبعة التابعة لمحافظة مرسى مطروح نهاية الشهر الماضي يفيد بتغيب ابنتها عن المنزل بعد خروجها من المدرسة. واتضح بعد ذلك أن الفتاة هربت مع شاب مسلم وتزوجها وتقيم معه في مكان غير معلوم. من جانبه شدد قائم مقام البابا الأنبا باخوميوس على إن الكنيسة لن تخضع لتهديدات السلفيين في قضية فتاة مدينة الضبعة، متسائلاً: «هل القانون يسمح لطفلة عمرها 15 سنة بالزواج؟.. هل تم أخذ رأي أهل الفتاة قبل الزواج بحكم أنها قاصر؟.. وهل أخذت الفتاة جلسات النصح والإرشاد؟»، واصفاً بيان الجبهة السلفية بأنه لا يتفق مع روح المواطنة.