يعتزم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد زيارة بغداد للمشاركة في المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وقالت مصادر مطلعة إنه سيعقد اجتماعات مع المسؤولين العراقيين لتوقيع اتفاقات أمنية واقتصادية بين البلدين، ومناقشة تطورات الملف السوري. وكان السفير الإيراني في بغداد حسن دانائي أعلن في وقت سابق عن الزيارة من دون أن يُحدد موعدها، في حين نقلت وكالات أنباء إيرانية عن مصادر مختلفة إن نجاد سينضم إلى رئيسي باكستان وأفغانستان لحضور مؤتمر دولي عن مكافحة الإرهاب تستضيفه بغداد بعد أيام. وكانت طهران استضافت الدورة الأولى من المؤتمر في كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي، بمشاركة أكثر من 60 بلداً ومؤسسة دوليّة. واستبقت إيران أمس زيارة نجاد بمناورات عسكريّة وصفتها ب «الفريدة» قرب الحدود العراقية في إقليم كرمنشاه. وتشمل المناورات التي تستمر ثلاثة أيام وحدات برية وجوية، وتهدف إلى تعزيز قدرات القوات الإيرانية. ومن المنتظر أن يتصدر الملف السوري أعمال مؤتمر «مكافحة الإرهاب»، ويقول سياسيون عراقيون إنه سيواصل التأكيد على «حل الأزمة بطريقة سلمية»، في حين تعيد الحكومة العراقية التذكير بمبادرتها عن الوضع في سورية. ويبحث المؤتمر أيضاً «سبل التعاون بين الدول الأعضاء في مكافحة الإرهاب»، في حين قالت مصادر عراقيّة إن «المؤتمر سيكرم ضحايا حوادث العنف». في المقابل يعقد نجاد على هامش المؤتمر اجتماعين مع رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي للتفاهم على اتفاق أمني بين البلدين، والتباحث في شكل موسع في آفاق الأزمة السورية. وأبلغت مصادر عراقية «الحياة» إن الرئيس الإيراني يسعى إلى توقيع اتفاق اقتصادي لزيادة حجم الصادرات الإيرانية لبغداد. وكانت وسائل الإعلام الإيرانية أفادت الشهر الماضي بأن الجمهورية الإسلامية صدرت إلى العراق في عام 2011 ما لا يقل عن 28 ألف سيارة لنقل الركاب بقيمة تناهز 200 مليون دولار، ولفتت إلى أنَّ العراق يحتل المرتبة الأولى في قائمة الدولة المستوردة من إيران. سياسياً، اختلف الفرقاء العراقيون في شأن زيارة نجاد، فقوى «التحالف الوطني» تجدها مفيدة للعراق، خصوصاً أنها تأتي في توقيت إقليمي مضطرب، فيما أطلق «ائتلاف العراقية» الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي هجوماً على الزيارة، وقال إنها «مدعاة للسخرية»، لكون إيران تسهم في اضطراب العراق وبلدان أخرى، بحسب بيان أصدره الائتلاف في 24 الشهر الجاري. ومنذ الإعلان عن زيارة نجاد توافد مسؤولون إيرانيون إلى بغداد، ففي التاسع من الشهر الجاري زار الأميرال علي فدوي قائد القوات البحرية في «الحرس الثوري» تلبية لدعوة قائد البحرية العراقية، وكانت إيران وقتها تحتج على تفتيش السلطات العراقية طائرات إيرانية متجهة إلى سورية، في حين أعلن وزير التعاون والعمل الإيراني عبد الرضا شيخ الإسلامي بعد زيارة قصيرة إلى بغداد في 23 الشهر الجاري، توقيع اتفاقات «لتنمية التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية وتصدير الخدمات الفنية والهندسية». ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية عن الإسلامي قوله إن «ما توصلنا إليه مع بغداد جيد للغاية (...) لقد بدأ فصل جديد في العلاقات».