جدد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني في خطبة عيد الأضحى المبارك امس، موقفه من إسقاط الحكومة بتأكيده أن «لا يمكن أن نسمح بإسقاط حكومة بالشارع، فإننا لم نسمح بهذا بالأمس، ولن نسمح به مطلقاً»، ما تسبب بانسحاب عدد لافت من المصلين. المفتي قباني الذي تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس الجمهورية ميشال سليمان مهنئاً بالعيد ومتمنياً أن «تكون أيامه وأيام اللبنانيين جميعاً أيام خير وبركه وأمان واستقرار»، كان أم المصلين في مسجد محمد الأمين في وسط بيروت، في حضور وزير الإعلام وليد الداعوق ممثلاً رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وفاعليات. وقال في خطبة العيد: «نحن اللبنانيين، لا نزال نتشبث بأسباب الخلاف والفرقة بيننا، ونعمل على توسيع التباعد بين صفوفنا، حتى صرنا أهدافاً سهلة للفتن وأدواتها، وصار قادتنا ورموزنا ورجالنا، لقمة سائغة في متناول الأنياب، التي تترصد لتفريغ لبنان من رجالاته، فرجالات الوطن المخلصون الصادقون، هم بعد الله ضمانة بقائه، وهم أساس قيامه وتطوره، وما اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن، إلا حلقة في سلسلة إحكام المؤامرة المتربصة بنا، والتي لن تتراجع حتى تنال من سلامة ووحدة وطننا لبنان، أو حتى نقضي نحن عليها، بأن نكون شعباً واحداً وموحداً، فلا تتسلل الفتن بيننا عبر الصفوف». وأضاف: «إننا في لبنان، وطن الثوابت والأعراف، بلد الديموقراطية السليمة، ودولة الدستور والقانون والمؤسسات، لا يمكن أن نسمح بإسقاط حكومة بالشارع، فإننا لم نسمح بهذا بالأمس، ولن نسمح به مطلقاً، رئاسة الحكومة رمز معنوي لنا ولجميع اللبنانيين، ولن نسمح بالمس بمقام رئاسة الحكومة بالعنف، أو تحت ضغط الشارع أبداً، والدستور الذي ارتضيناه أساساً لوطننا لبنان، والذي نحتكم إليه جميعاً، نص على أن إعطاء الثقة للحكومات، أو حجبها عنها، لا يكون إلا من خلال المجلس النيابي، ونحن إذ تخلينا عن دستورنا، نكون بذلك نسفنا الجمهورية من أساسها، كما نكون نسفنا الوطن». ورأى أن «التقاتل الذي يحكمنا منذ ثلاثة عقود مضت ولا يزال، لم يثبت ولو لمرة واحدة، نجاعته في إرساء قواعد الوطن وبناء المواطن، وما عاد علينا يوماً إلا بالشهداء وبالويلات وبالدمار، وبمزيد من الاقتتال وهجرة الأبناء، والسياسة التي نتقاتل عليها وبسببها، وجبت أن تكون سبباً لاستقرار البلاد لا أسباباً لخرابه، ولتعلموا أيها اللبنانيون، أن الذي يحرك الغرائز باسم الطوائف، ليحكم بالسياسة، أحمق وبالتحريض ينتحر، وآن الأوان لكم، لتفرضوا على ساستكم، أيها اللبنانيون، قواعد العمل، وأن تقتلعوا جرثومة الطائفية التي تفتك بكم من جذورها». وزار قباني والداعوق ضريح الرئيس رفيق الحريري وضريح اللواء وسام الحسن ورفاقهما. الشيخ نعيم حسن وأم شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن صلاة عيد الأضحى في مقام الأمير عبدالله في عبيه، بمشاركة فاعليات روحية وزمنية، وألقى خطبة ناشد فيها «كل المسؤولين في هذه اللحظات الحزينة والصعبة من تاريخنا، أن يتشبثوا بثوابت الميثاق الوطني، ما يعني أن يبادروا إلى استعادة اللغة التي تجمع ولا تفرق، وألا يوفروا جهداً في العمل على نزع عوامل الشك من المناخ الوطني، وبذل الهمة باتجاه إخماد أسباب الاحتقان الفئوي».وأكد «دعم جهود رئيس الجمهورية سليمان والمخلصين ونطالب بدعم دعوته إلى طاولة حوار وطني حقيقي تؤسس لمرحلة مقبلة جديدة تختلف عن سابقاتها». عبد الأمير قبلان وأدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان صلاة العيد في مقر المجلس، وألقى خطبة دعا فيها إلى «وحدة الصف والابتعاد عن الفتنة والمؤامرة». وأمل بأن «تدوم الهدنة في سورية التي تعيش مشكلات»، وناشد اللبنانيين «الابتعاد عن المزايدات والتهم. فلنكن جميعاً يداً واحدة وقوة واحدة وقلباً واحداً نحارب الباطل بكل أشكاله».