يقول الشيخ علي الطنطاوي في كتابه «قصص من التاريخ» عن فتح سمرقند قبل ما يقارب 1341عاماً من الآن، وبالتحديد في عام 92 للهجرة على يد قتيبة ابن مسلم الباهلي «إن أهل سمرقند وكهنتها اشتكوا القائد الأموي المسلم الذي كان له نصيب الأسد في دخول بلدان آسيا الصغرى للإسلام لقاضٍ مسلم قالوا له إن قتيبة عندما فتح مدينتهم لم ينذرهم ولم يخيرهم بين الإسلام والجزية، فطلب قتيبة لمجلس القضاء فأجاب بفعلته وحكم القاضي المسلم بأن يخرج الجيش الإسلامي من المدينة كلها و يعود أدراجه، وما هي إلا ساعات قليلة وقد خرج المسلمون وتركوا المدينة العظيمة خاوية على عروشها، فتعجب أهلها لحكم الدين ولحقوا بالجيش وهم يرددون «لا إله إلا الله .. محمد رسول الله». واليوم وبعد 13 قرناً على تلك الحادثة وصل عبدالعزيز راجابوف (64 عاماً) وعبدالرحيم حبيبوف (65 عاماً) إلى أرض المشاعر المقدسة بعد رحلة استغرقت قرابة ال 6 أشهر مشياً على الأقدام من «قلعة الأرض» سمرقند وحتى مكةالمكرمة عبروا من خلالها الأراضي الأفغانية والإيرانية وقطعوا الخليج العربي في سفينة توصلهم للإمارات العربية المتحدة، حتى استقرت بهم الحال في منى. رحلة العمر بدأت هنا بخطوة، عبروا من خلالها البر والبحر ليحققوا مرادهم في الحج من مدينتهم التي تقع على أطراف وادي «القصّارين» لكثرة القصور بها حسبما ذكر الرحالة العربي ابن بطوطة الذي سار على خطاه الطاجكيون في رحلتهم. «الحياة» التقت ب «راجابوف» تائهاً في مركز إرشاد التائهين في منى، والذي لم يته في رحلته التي عبر من خلالها ثلاث دول، ولكنه تاه في مدينة «الخمسة أيام».