باتت السلطات الأميركية تقف بالمرصاد لمشروبات الطاقة الرائجة بين الشباب، بعد خمس وفيات وسكتة قلبية قد تعزى إلى استهلاك منتجات مجموعة «مونستر بيفيرج»، وأبلغت بها «الوكالة الأميركية للأغذية والعقاقير» (FDA)، وإن أقرّت الوكالة بأنه «ما من دليل قاطع حتى الآن يثبت العلاقة السببية بالمنتج». وتدعو الوكالة أي شخص توعك جراء استهلاك مكمل غذائي، إلى إعلام مصنع المنتج أو موزعه. ويلزم القانون المنتجين نقل هذه الشكاوى إلى الوكالة في غضون 15 يوماً. وتطاول مجموعة «مونستر بيفيرج» شكوى أخرى تقدمت بها في كاليفورنيا عائلة المراهقة آناييس فورنييه التي توفيت عام 2001 إثر اضطراب في القلب أصيبت به، في خلال 24 ساعة من احتسائها زجاجتين من مشروب «مونستر إنرجي» الذي تصنعه «مونستر بيفيرج». ويتهم والدا المراهقة المجموعة بأنها لم تحذر من الأخطار المحتملة لمنتجها. وأفادت والدة الفتاة في بيان بأنها «صدمت عندما علمت بأنه يجوز للوكالة الأميركية للأغذية والعقاقير تحديد نسبة الكافيين في المشروبات الغازية، لكن ليس في مشروبات الطاقة». فبموجب القانون الأميركي، ينبغي ألا تتخطى نسبة الكافيين في المشروبات الغازية 71,5 ميليغرام لكل 35 سنتلترا. لكن هذه النسبة لا تنطبق على مشروبات الطاقة التي تعتبر من المكملات الغذائية. وكانت الزجاجتان اللتان شربتهما آناييس فورنيه تحتويان على حوالى 480 ميليغراماً من الكافيين، أي ما يعادل 14 زجاجة «كوكا كولا». لكن مجموعة «مونستر بيفيردج» أكدت بأنها لم تسمع بأي حالة وفاة ناجمة عن مشروبات الطاقة التي باعتها حتى الآن حول العالم، والتي يتخطى عددها 8 بلايين زجاجة. وكان تقرير صدر عن وزارة الصحة الأميركية عام 2011 بيّن أن عدد الأشخاص الذين أدخلوا أقسام الطوارئ في المستشفيات لأسباب صحية ناجمة عن استهلاك مشروبات الطاقة، ازداد عشر مرات بين العامين 2004 و2009 ليبلغ 16 ألف حالة في البلاد. وأفاد كيفين غولدبرغ، أحد محامي عائلة آناييس فورنييه، بأن مبيعات هذه المشروبات قد ارتفعت بنسبة 140 في المئة خلال الفترة عينها. وأوضحت الشركة المتخصصة «بيفيرج دايجست» أن مبيعات مشروبات الطاقة التي تشكل 3 في المئة من سوق المشروبات الغازية ازدادت بنسبة 17 في المئة خلال عام 2011. وتتمتع شركة «مونستر بيفيرج» ب39 في المئة من حصص السوق الأميركية، من حيث المبيعات، غير أن حصة الأسد هي من نصيب الشركة النمسوية «ريد بول»، من حيث العائدات. وتثير العدائية السائدة في حملات الترويج، التي تستهدف هذه الشركات من خلالها الشباب على وجه الخصوص، مخاوف السلطات. ففي آب (أغسطس) الماضي، استدعى المدعي العام في نيويورك مسؤولين من شركات «مونستر بيفيرج» و«بيبسيكو» و«ليفينغ إسنشلز» للتحقيق في الممارسات التسويقية. وكانت الوكالة الوطنية الفرنسية للأمن الصحي حددت 13 حالة من أصل 25 حالة مسجلة منذ عام 2008 «يمكن التوصل في إطارها إلى علاقة سببية محتملة» بمشروبات الطاقة. وشملت الحالات التي أُبلغ عنها، اضطرابات في نظام القلب وأخرى عصبية ونفسية.