استعاد منفذ البطحاء على الحدود السعودية الإماراتية مشهد «طوابير السيارات المتكدسة» في انتظار العبور إلى الطرف الآخر من الحدود. وقدّر مسافرون مدة إنهاء الإجراءات في الجانب السعودي من الحدود بنحو أربع ساعات، وذلك منذ بدء إجازة عيد الأضحى المبارك، فيما لم تكن تستغرق أكثر من نصف ساعة في الأيام الأخرى. وتوقع عاملون في المنفذ، تحدثوا إلى «الحياة» أن يبلغ الزحام ذروته عصر يوم العيد، واليوم التالي له، إذ يفضل الكثيرون قضاء صبيحة يوم العيد بين أسرهم. فيما توقع المنسق العام لمهرجان دبي إبراهيم صالح، أن يبلغ عدد الزوار السعوديين خلال فترة العيد مليون سائح، فضلاً عن 500 ألف من دول الخليج الأخرى. ويختار معظم الخليجيين المتجهين إلى الإمارات، الذهاب إليها براً. ويعتبر البطحاء المنفذ البري الوحيد الذي يربط الإمارات بالسعودية، ولاحقاً في العالم ودول الخليج العربي (باستثناء عُمان). وشهد منفذ البطحاء «تكدساً كبيراً» خلال عطلة عيد الفطر المبارك الماضي، وبلغ عدد السياح السعوديين حينها نحو 800 ألف. وبدأ المنفذ، الذي يُعتبر أحد أكبر المنافذ الحدودية في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط، في استقبال آلاف السعوديين الذين يعتزمون قضاء إجازتهم في دبي، التي تُعد الوجهة الرئيسة لدى السعوديين. وتشهد المدينة في مثل هذا الوقت من كل عام، «زحاماً شديداً» من السائحين الخليجيين عامة، وبخاصة السعوديين، إضافة إلى الحجاج، المتجهين إلى الديار المقدسة، والعائدين منها. ويقدر عدد حجاج البلدين الذين يأتون براً، بنحو 30 ألف حاج. يضاف إليهم المقيمين في الإمارات، من العوائل العربية والأجنبية، الذين يغادرون إلى دولهم خلال الإجازة. وتمثل نقطة الجوازات «ذروة التكدس». فيما أكد أحد العاملين في المنفذ الحدودي، أن «الكثافة العالية للمسافرين تسببت في الزحام»، مشيراً إلى أن أعداد السيارات خلال الأيام الماضية «تُقدّر بالآلاف، وأن الزحام بدأ منذ أول أيام الإجازة الحالية، وآخذ في الزيادة»، متوقعاً أن يستمر الوضع حتى أواخر أيام عيد الأضحى. وعلى رغم استعدادات المديرية العامة للجوازات لموسم الحج، من خلال تكثيف أعداد العاملين في المنافذ الحدودية، لاستقبال حجاج بيت الله الحرام، وتوديعهم، إلا أن الوضع لم يتغير، بسبب أعداد المسافرين الكبيرة. فيما لجأت إدارة منفذ البطحاء إلى تشغيل الكبائن في جميع المسارات. كما تم تشغيل صالة السفر القديمة للحافلات، وتكثيف عدد الأفراد العاملين على جميع الأجهزة، من أجل تسريع إنهاء إجراءات المسافرين. وأكد مسافرون، تحدثوا إلى «الحياة»، أنهم لم يتفاجؤوا بالزحام الشديد، لأنهم عانوا منه في إجازة عيد الفطر السابقة، أو سمعوا عنه من مسافرين آخرين، أو من خلال ما نقلته وسائل الإعلام. حين علق أكثر من نحو 10 آلاف مسافر، لأكثر من تسع ساعات. وكان «الوضع مؤسفاً، حيث الزحام والإرباك والاستياء، بسبب ما خلّفه تأخر إنهاء إجراءات السفر من متاعب، في ذروة الحر حينها» بحسب قول مسافرين. وقال المسافر محمد إبراهيم: «أخبرني أحد موظفي الجوازات حين سألته عن المشكلة، أن السبب يعود إلى أعداد المسافرين الكبيرة، فيما عدد الأجهزة العاملة هو خمسة، من أصل 12 جهازاً، إلى جانب نقص أعداد الموظفين»، مضيفاً أن «منفذ البطحاء يشهد في مثل هذه المواسم من السنة المشكلة ذاتها. ويضطر الكثير من المسافرين للبقاء في المنفذ، لأكثر من أربع ساعات، لعدم فتح بقية المسارات منذ البداية».