علمت «الحياة» أن تنظيم «الدولة الاسلامية» استبق التحالف الدولي ضده بحملة اعتقالات وقتل في المناطق التي يسيطر عليها، شمال العراق، ونقل اموال المصارف في مناطق نفوذه الى سورية. ورفض محافظ نينوى أثيل النجيفي دخول قوات «الحشد الشعبي» التي ترافق الجيش الى الموصل، ووضعت الأنبار جدولاً زمنياً لتطهير مناطق المحافظة من التنظيم لا يتجاوز الثلاثة أشهر. وقال سعد البدران، أحد شيوخ عشائر الموصل في اتصال مع «الحياة» أمس ان «عناصر داعش انسحبوا بشكل كامل من الشوارع وقللوا تجمعاتهم، خوفاً من القصف الجوي الاميركي». وأضاف إن «التنظيم نشر آلياته ومعداته العسكرية الثقيلة وسط الشوارع والاحياء لجعل المنازل وسكانها دروعاً بشرية، وبدأ حملة اعتقالات جديدة تطاول المرتبطين بفصائل مسلحة سنية أبرزها جيش رجال الطريقة النقشبندية خوفاً من أي دور يلعبونه ضده في المستقبل». وأكد أن «داعش اعدم احد شيوخ عشائر الجبور في ناحية القيارة مع اثنين من اقربائه وأحرق منزله بالكامل بعد رفضه مبايعته». وكشف البدران إن «المسلحين فتحوا الأحد الماضي، للمرة الاولى منذ سيطرتهم على الموصل، المصارف في المدينة وأفسحوا المجال أمام المواطنين لسحب 10 في المئة فقط من اموالهم، واستغلوا الامر فسرقوا باقي الأموال ونقلوها الى سورية، على ما أفاد موظفون». إلى ذلك، أعلن محافظ نينوى أثيل النجيفي في بيان أن «المحافظة لن تسمح بدخول أي قوات غير نظامية إلى الموصل، سواء تلك االمسماة الحشد الشعبي أو مليشيات أو متطوعين، ما لم تكن مرتبطة ارتباطاً مباشراً بوزارة الدفاع او الداخلية». وزاد: «هناك اتفاق مبدئي مع وزارة الداخلية على إعادة هيكلة شرطة نينوى، فضلاً عن وجود مقاتلين داخل الموصل لمساندة القوات التي ستدخلها بهدف تحريرها من داعش». وشدد على ضرورة أن تستهدف «الضربات الجوية التي ستنفذها القوات الأميركية ينبغي أن طرق إمداد مسلحي داعش، لا أن تستهدف مقراته التي هي على مقربة من المدنيين»، لافتاً الى ان»استهداف المقرات سيدفع عناصر التنظيم إلى إخلائها قبيل تنفيذ الضربات». وفي قضاء الحويجة، جنوب كركوك قال عمار العبيدي، وهو أحد شيوخ العشائر في المدينة ل «الحياة» إن «تنظيم داعش نفذ امس (أول من أمس) حملة اعتقالات واسعة طاولت المنتمين الى فصائل مسلحة سنية، وبين المعتقلين ضباط سابقون». وأوضح أن «داعش ينفذ منذ أسابيع حملات اغتيال في القضاء الذي يسيطر عليه، كما أن العديد من سياراته التي تنقل عناصره تتعرض لمكامن بعبوات ناسفة»، مؤكداً ان «سكان القضاء بدأوا إعلان تذمرهم وأحرق الأهالي قبل أيام أعلام التنظيم خلال تظاهرة منددة باعتقال ذويهم وسجنهم في مباني حكومية في المدينة». وفي الأنبار، تعهد محافظ المدينة أحمد الدليمي، خلال مؤتمر صحافي مساء أول من أمس، في ختام أعمال مؤتمر عشائري لمواجهة «الدولة الاسلامية» في الرمادي «تطهير كل المناطق الخاضعة لسيطرة داعش في المحافظة، خلال مدة اقصاها 3 أشهر بعد تشكيل قوة النخبة التي ستأخذ على عاتقها هذه المهمة». وأوضح ان «التنظيم الارهابي ينفذ سياسته في العراق اعتماداً على اجندات دول وإقليمية»، مبيناً ان «هنالك ضباطاً من بعض الدول يقودون عملياته في الأنبار والمناطق الخاضعة لسيطرته». وطالب الدليمي العائلات النازحة من القرى والمدن ب «العودة وحمل السلاح ومقاتلة الجماعات المسلحة»، مشيراً الى ان «المحافظة ليست في حاجة الى المتطوعين وعناصر الحشد الشعبي لتحرير مدنها مع تقديرنا العالي لكل الجهود التي يبذلها عناصر الحشد».