أعلن شيوخ عشائر في الأنبار ونينوى وصلاح الدين أن سياسات الحكومة الاتحادية «ضد المحافظات السنّية ساهمت في تنامي قدرة المسلحين» في مناطقهم، وقالوا إن «الجيش بضعفه خذل الأهالي». وقال الشيخ سعد البدران، أحد شيوخ العشائر وهو حالياً في إقليم كردستان، ل «الحياة» إن «ما حدث لنينوى والأنبار يمثل كارثة يتعرض لها العراق منذ سنوات»، وأضاف أن «انهيار القوات الأمنية بهذه السهولة في الموصل خذل سكانها العزل». وأكد أن «قوات الأمن والجيش والشرطة الاتحادية في المدينة خلقت العداوة مع السكان ولم تستطع كسبهم، إذ اتخذت إجراءات عقابية، ولجأت إلى الاعتقالات العشوائية، ما خلق فجوة بينها وبين الأهالي». ولفت إلى أن «شيوخ عشائر في نينوى ورجال دين بدأوا منذ أمس (أول من أمس) اتصالات لمناقشة الأزمة واتخاذ عدد من القرارات التي تعيد الموصل إلى وضعها الطبيعي، بعد طرد المسلحين منها»، وأشار إلى أن «الحديث عن تشكيل وحدات قتالية من أبناء العشائر لمحاربة المسلحين ما زال مبكراً». وأوضح أن «الحكومة رفضت إشراك أبناء عشائر نينوى في الملف الأمني وشكلت مجالس إسناد شكلية لا تحظى بثقة المحافظة، كما أن القوات الأمنية بمعظمها من جنوب البلاد، ولا تعرف طبيعة السكان ولا تحترمهم». وكان محافظ نينوى أثيل النجيفي أعلن الأحد الماضي تشكيل لجان شعبية بعد سيطرة «داعش» على الجانب الغربي من الموصل، وقرر مجلس المحافظة تقسيم الموصل إلى 19 قاطعاً لتنظيم عمل اللجان الشعبية في المدينة، ولكن الاقتراح لم ينفذ. وكان رئيس الوزراء نوري المالكي دعا أمس العشائر في محافظة نينوى إلى حمل السلاح لمواجهة المسلحين، وأردف: «ينبغي دعم هذا الاستعداد ووضعه موضع التنفيذ». وقال عضو مجلس العشائر في الأنبار أحمد الجميلي ل «الحياة» إن «عودة التنظيمات المتشددة إلى السيطرة على المناطق السنّية تتحملها الحكومة الاتحادية التي لم تستطع بناء الثقة مع سكان هذه المناطق من خلال تجاهل مطالبهم في تظاهرات سلمية، ومن ثم الاعتداء عليهم بإغلاق ساحات الاعتصام». وتابع أن «المتضرر الأكبر من سيطرة التنظيمات المسلحة المتشددة على المحافظات السنّية هو سكانها»، وأشار إلى أنه خلال عامي 2005 و2006 «كانت القوات الأميركية جادة في قتال «القاعدة» وتركت الأمر للعشائر وتحقق النجاح بإخراج المسلحين، ولكن الحكومة بعد انسحاب القوات الأميركية ضربت الصحوات واستعدت العشائر». وطالب «قوات الجيش والشرطة بكسب ود الأهالي والاستفادة منهم في معلومات عن المسلحين، فالجيش في الأنبار يخوض معارك من دون معلومات ومن دون أي تأييد شعبي بسبب القصف الذي يوقع مئات المدنيين الأبرياء». إلى ذلك، قال أكرم السامرائي، وهو أحد شيوخ عشائر صلاح الدين ل «الحياة» إن «القبائل ورجال الدين يستطيعون ضبط الأمور في المحافظة بالتعاون مع مجلس المحافظة»، وحذر من أن «تقاعس القوات الأمنية في المحافظة كما جرى في الموصل سيؤدي إلى مشكلة كبيرة». وزاد أن «سكان صلاح الدين يخشون قوات الجيش بسبب تصرفاته الاستفزازية كما أنهم يخشون التنظيمات المسلحة المتشددة، لأنها ستخضع المحافظات لسيناريو المدن السورية الواقعة تحت سيطرة «داعش» وغيره». وطالب السامرائي، الحكومة الاتحادية «بالإسراع في إجراء مصالحة حقيقية مع أبناء العشائر في المحافظات السنّية وطمأنتهم من أجل خلق جدار شعبي ورسمي في وجه التنظيمات المسلحة المتشددة».