قال ناشطون وشهود إن عشرات السوريين سقطوا أمس ما بين قتيل وجريح في قصف على مخبز كان يقف أمامه العشرات لشراء الخبز في المدينة التي تعاني من قتال شوارع منذ أشهر. وأشار الناشطون إلى أن قتلى المخبز الذي يقع في حي هنانو وسط حلب، غالبيتهم من المدنيين. وفيما أفاد ناشطون عن مواجهات واشتباكات في دمشق ودوي انفجار في مقر الفرقة الرابعة في المعضمية بريف دمشق ودير الزور وحمص، تحدثت لجان التنسيق المحلية في سورية عن مقتل 50 شخصاً أمس بنيران قوات النظام معظمهم في حلب وريف دمشق ودرعا وإدلب. ففي حلب، قال نشطاء من المعارضة السورية إن قوات الحكومة قتلت 20 شخصاً على الأقل عندما قصفت مخبزاً في حي يقع تحت سيطرة المعارضة في مدينة حلب بشمال البلاد. وأضافوا أن القتلى بينهم نساء وأطفال. وبيّنت لقطات فيديو، لم يتسنَّ التأكد من صحتها على الفور، جثثاً مقطوعة الرؤوس وسط أرغفة خبز متناثرة. وقال مجد نور وهو ناشط بالمعارضة في حلب إن قذيفتين سقطتا على المخبز الواقع في حي هنانو بشرق حلب بعد ظهر أمس. وأضاف أن مقاتلي الجيش السوري الحر كانوا يحرسونه في ذلك الوقت. وتابع «خط الجبهة يبعد كيلومترين عن المخبز... في كرم الجبل. هناك هدوء منذ أن قصف الجيش هنانو الليلة الماضية». وزاد «كان الوضع هادئاً طوال اليوم وفجأة أطلقت قوات النظام ثلاث قذائف. سقطت أولاها قرب المخبز وسقطت الأخريان عليه». كما شن الطيران الحربي السوري غارات جوية على حي يسيطر عليه المقاتلون المعارضون في حلب. وقال المرصد في بيان «تعرض حي القطارجي (شرق) للقصف من قبل الطائرات الحربية استهدف مناطق في الحي»، مشيراً إلى أن الطائرات الحربية شوهدت أيضاً في «سماء حي الميسر وأحياء حلب الشرقية» مضيفاً أن مقاتلاً معارضاً قتل في معارك في حلب. وحلب هي أكبر المدن السورية والمركز التجاري للبلاد. وشن مقاتلو المعارضة الذين يحاولون إطاحة الرئيس بشار الأسد هجوماً للسيطرة عليها في الشهر الماضي وأصبح القتال في الشوارع يندلع في شكل يومي منذ ذلك الحين. يأتي ذلك فيما تابعت القوات النظامية عمليات الدهم في دمشق. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القوات النظامية تنفذ «حملة مداهمات في منطقة الزاهرة (جنوب) تترافق مع إطلاق رشقات من الرصاص». وأشار إلى مقتل رجل ليل الإثنين - الثلثاء في انفجار «عبوة ناسفة في منطقة جسر كشكول عند مدخل منطقة الدويلعة» في إحدى ضواحي جنوب العاصمة. وفي ريف دمشق، تنفذ القوات النظامية حملة مداهمات وتفتيش واعتقالات في حي الفضل بمنطقة جديدة عرطوز. كما شهدت مدينة حرستا في ريف العاصمة السورية اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية، وفق المرصد الذي أشار إلى تعرض «المزارع المحيطة بمدينة حرستا للقصف من قبل القوات النظامية السورية». وكانت عبوتان ناسفتان انفجرتا في حيين شمال دمشق ليل الإثنين - الثلثاء. وقال المرصد في بيان «انفجرت عبوة ناسفة بحي ركن الدين شرقي (في شمال دمشق) قرب مبنى إذاعة خاصة»، كما انفجرت عبوة «كانت موضوعة تحت سيارة رباعية الدفع أمام مفرزة الاستخبارات الجوية قرب المدخل الرئيس لحديقة التجارة» في شمال العاصمة أيضاً. وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع «فرانس برس»، أن الانفجار الأول في ركن الدين «استهدف سيارة ضابط متقاعد في الأمن»، مشيراً إلى أنه أدى إلى أضرار مادية و «إصابة شخص بجروح بالغة». وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن الانفجار «هز الحي بالقرب من هيئة الإمداد والتموين». وأفاد التلفزيون الرسمي السوري في شريط إخباري عن «انفجار عبوة ناسفة زرعها الإرهابيون تحت سيارة في نهاية شارع برنية في ركن الدين»، من دون أن يدلي بتفاصيل إضافية. وأوضح عبدالرحمن أن الانفجار الثاني وقع في «شرق التجارة في نقطة تعرف بما بين الحديقتين، قبالة مبنى الاستخبارات الجوية»، واقتصرت أضراره على الماديات. وشهدت العاصمة السورية سلسلة تفجيرات منذ بدء النزاع السوري قبل 20 شهراً، آخرها انفجار قرب قسم للشرطة الأحد في حي باب توما المسيحي، أدى إلى مقتل عشرة أشخاص وفق المرصد السوري. وفي دير الزور (شرق)، دارت اشتباكات فجر أمس في حي الجبيلة وبالقرب من فرع الأمن السياسي بمدينة دير الزور، وفق المرصد الذي أشار أيضاً إلى تعرض مبنى في مدينة البوكمال قرب المفرزة القديمة للأمن السياسي، للقصف. وفي ريف حمص، قصف الطيران الحربي بعنف مدينة القصير التي سُجل فيها إلقاء قنابل عنقودية وبراميل متفجرة، كما سقط عدد من الجرحى وتم تدمير عدد من المنازل في تجدد القصف المدفعي على مدينة الرستن. وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، تعرضت مدينة معرة النعمان الاستراتيجية وقرية معرشمشة للقصف بالطائرات الحربية من قبل القوات النظامية السورية، وفق المرصد الذي أفاد عن وقوع اشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف الذي يحاصره المقاتلون المعارضون منذ أيام. وتتعرض مدينة معرة النعمان للقصف الجوي والمدفعي لا سيما منذ أن سيطر عليها المقاتلون المعارضون في 9 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري مع جزء من الطريق السريع بين دمشق وحلب بالقرب من معرة النعمان، ما مكنهم من إعاقة إمدادات القوات النظامية. ووفق المرصد فإن معارك أول من أمس خلفت 115 قتيلاً بينهم 43 مدنياً و37 جندياً و35 معارضاً مسلحاً.