قتل وجرح العشرات في انفجار قرب قسم للشرطة في حي باب توما المسيحي في دمشق امس، بحسب ما ذكرت السلطات السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان. بينما استمرت العمليات العسكرية في مناطق أخرى من البلاد، بخاصة حلب وإدلب. وبلغت حصيلة قتلى أعمال العنف أمس 55 قتيلاً، بحسب المرصد السوري. وأفادت السلطات السورية عن مقتل ما لا يقل عن 13 شخصاً، وإصابة نحو 30 آخرين في انفجار سيارة مفخخة أمام قسم الشرطة في حي «باب توما» المسيحي، فيما أشار المرصد السوري إلى انه لم يتبين بعد ما إذا كان الضحايا من عناصر الشرطة أو المدنيين. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الانفجار نتج من «عبوة ناسفة وضعتها مجموعة إرهابية مسلحة تحت سيارة في ساحة باب توما بدمشق». وأحدث الانفجار أضراراً مادية في المكان. وقال احد السكان في اتصال هاتفي مع فرانس برس إن السيارة المفخخة كانت مركونة في موقف قبالة قسم الشرطة الذي تضرر جراء الانفجار. وعرض التلفزيون السوري الرسمي مشاهد لبقايا سيارات محترقة وشظايا على الأرض. وشهد محيط حيي باب توما وباب شرقي المسيحيين في الأول من آب (أغسطس) للمرة الأولى اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية، تسببت بسقوط قتيل على الأقل. ويقع الحيان المسيحيان في وسط دمشق القديمة ويتميزان بوجود الكثير من الفنادق وبحركة سياحية لافتة. من جهة ثانية، ذكرت سانا أن عبوة ناسفة أخرى انفجرت خلال «قيام عدد من الإرهابيين بزرعها قرب جامع العدنان بين السبينة والعسالي في ريف دمشق، ما اسفر عن مقتل «عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين». وأشار المرصد في بيان صباح امس إلى «انتشال ست جثث لسيدة وخمسة أطفال من تحت الأنقاض في بلدة سقبا في ريف دمشق التي شهدت قصفاً عنيفاً من القوات النظامية منذ أيام». كما أفاد المرصد وناشطون عن قصف واشتباكات في مناطق أخرى من الريف، قتل فيها ستة أشخاص في مدينة حرستا بينهم ثلاثة مقاتلين، ومقاتل في مدينة الزبداني. بينما قتل وجرح تسعة عناصر من قوات النظام في انفجار عبوة ناسفة بشاحنة كانت تقلهم قرب مدينة التل. ووقعت «اشتباكات عنيفة» بين الجيش النظامي السوري ومجموعات معارضة امس في حي العسالي في جنوب العاصمة، بحسب المرصد الذي أشار أيضاً إلى العثور على جثتي رجلين في حي القابون (جنوب) مصابين برصاص مباشر. وكان «حي تشرين» في المنطقة نفسها شهد ليلاً وفجراً اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين. في حلب، أفاد المرصد عن انفجار سيارة مفخخة في حي السريان في المدينة ما أدى إلى سقوط جرحى. وذكر مراسل فرانس برس في المدينة نقلاً عن مصدر امني أن الانفجار نتج «من تفجير انتحاري نفسه بسيارته قرب المشفى الفرنسي». وشاهد المراسل أشلاء بشرية في مكان الانفجار وأضراراً مادية في السيارات والأبنية. وتوجد على مقربة من المكان ثكنة طارق بن زياد التي تعرضت خلال الأسبوعين الماضيين لأكثر من هجوم من مجموعات معارضة. وذكر المرصد من جهة ثانية أن أحياء باب النصر وقسطل حرامي وباب الحديد في حلب تعرضت للقصف. وأشار إلى اشتباكات في حي بستان القصر سقط فيها مقاتل معارض وقنص قتل فيه رجل. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن اشتباكات عنيفة وقعت أيضاً بين الجيش السوري الحر وقوات النظام في حي الميدان (وسط حلب). في محافظة إدلب (شمال غرب)، تستمر الاشتباكات، بحسب المرصد، عند المدخل الجنوبي لمدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون قبل اكثر من أسبوعين وتحاول القوات النظامية استعادتها. وقتل 130 شخصاً في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية أول من امس، هم 44 مدنياً و44 مقاتلاً معارضاً و42 عنصراً من قوات النظام.