على رغم أن القرار الأخير للجنة الحج القطرية القاضي بتحرير رسوم تكاليف الحج لهذا العام، كان يهدف إلى فتح باب التنافس بين الحملات لتقديم خدمات مميزة إلى جانب مساهمته في خفض كلفة الحج الباهظة، إلا أن البعض يرى أن القرار ساهم في ارتفاع كبير للأسعار وهو ما دفع حجاج قطريون إلى الاستعانة بحملات حج سعودية عن طريق مدينة الأحساء، إذ تتراوح كلفة الحج عن طريقها بين 10 و 15 ألف ريال فقط للفرد الواحد. وأبدى الحاج القطري حمد حمود ناصر، 37 عاماً، امتعاضه من القرار الذي وصفه بغير ال «المجدي»، وقال: قرار اللجنة لم يكن مدروساً بدليل أنه لم يصب في صالح الحجاج، إذ ساهم في مضاعفة الأسعار، مؤكداً أنه دفع قرابة 25 ألف ريال لحملة الحج عن طريق الطيران لمدة سبعة أيام تشمل الطيران والإقامة والإعاشة والعلاج والمواصلات، بعد أن كانت كلفة الحملة ذاتها في العام الماضي شاملة الخدمات تصل إلى 16500 ريال فقط، ما يعني أن الزيادة لهذا العام تجاوزت مبلغ ثمانية آلاف ريال عن العام الماضي. وأشار الحاج القطري إلى أن «نتائج قرار اللجنة بتحرير رسوم الحج كان بدافع خفض الأسعار، لكن ما حدث هو العكس تماماً، إذ إنني اضطررت لدفع مبلغ 75 ألف ريال رسوماً لحملات حج لي ووالدتي وزوجتي». من جهته، أوضح صاحب حملة الفرقان القطرية محمد الجوهر أن «لجنة الحج لعبت دوراً هاماً في رفع مستوى خدمات الحملات، وأن الشروط التي وضعتها للحملات القطرية جعلتها تضاهي الكثير من الحملات في دول الخليج»، معترفاً أن قرار تحرير أسعار الحج ساهم بارتفاع أسعار بعض الحملات التي وصلت إلى ما يزيد على 30 ألف ريال. وأشار إلى أن القرار ساهم في خفض أسعار حملات أخرى، واعتبر أن التباين في أسعار الحملات القطرية التي بلغ عددها هذا العام 31 حملة يعود إلى تفاوت مستوى الخدمات التي تقدمها للحجاج، مشيراً إلى أن خفض أسعار الحملات الأخرى بلا شك سيكون على حساب الخدمات المقدمة. واستغربت الحاجة القطرية أم صالح من النتيجة العكسية لقرار تحرير الأسعار وهو ما أدى بحسب وصفها إلى رفع أسعار بعض الحملات بشكل كبير وصل إلى 30 ألف ريال لبعضها، لافتةً إلى أن التحكم في أسعار الحملات خرج من يد لجنة الحج طالما أنها سارعت باتخاذ قرار تحرير الأسعار، وتضيف: «الارتفاع المبالغ في الأسعار اضطرني وشقيقي إلى الحج عن طريق حملة من الأحساء بكلفة لم تتجاوز 10 آلاف ريال للفرد الواحد شاملة الخدمات، واصفةً الخدمات المقدمة في الحملة حتى الآن بالممتازة. من جهته، أرجع مسؤول في إحدى الحملات القطرية موسى الرفاعي ارتفاع الأسعار لموسم حج هذا العام والتي تفاوتت بين 20 و30 ألف ريال إلى ارتفاع أسعار تأجير مباني الحجاج بالسعودية خلال موسم الحج الحالي، وقال: «العام الماضي استأجرنا مبنى الحجاج بمليون و800 ألف ريال، لكننا هذا العام اضطررنا لاستئجار مبنى أقل من حيث المساحة بمبلغ ثلاثة ملايين و300 ألف ريال، بزيادة بلغت مليون و500 ألف ريال»، موضحاً أن أسعار حملته حددت بمبلغ 26 ألف للحاج الواحد، مشيراً إلى أن مجموعة قليلة من القطريين من استعان بحملات حج سعودية للقدوم إلى هنا وأداء مناسك الحج. بدوره، أكد رئيس لجنة الحج القطرية محمد المهندي ل «الحياة» أن اتخاذ قرار تحرير أسعار أداء الفريضة لموسم الحج الحالي هي الطريقة المثلى لتقديم خدمات مميزة للحاج. وقال المهندي إن القرار متبع منذ فترة طويلة في دول خليجية مجاورة، مضيفاً «ونتطلع من خلاله إلى فتح باب التنافس بين حملات الحج لتقديم أفضل الخدمات وأجودها لحجاج قطر من المواطنين والمقيمين خلال تواجدهم في الديار المقدسة».