أكملت السعودية استعداداتها لبدء مناسك الحج، واطمأن قادة المملكة على الترتيبات والاستعدادات التي اتخذتها الأجهزة المعنية بالحج، لضمان قيام نحو 2.5 مليون مسلم يتوقّع أن يؤدوا الحج هذا العام بمناسكهم في أمن ويسر، وسط دلائل متزايدة على تراكم خبرات السعوديين في شؤون إدارة الحشود والطب الوقائي للتجمعات البشرية الضخمة، وعلى رغم الإنجازات العمرانية الكبيرة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، فإن ضيوف الرحمن سيشاهدون هذه العام استمرار أعمال التوسعة والمشاريع. وهدّدت وزارة الحج باتخاذ إجراءات ضد شركات ومؤسسات حجاج الداخل التي تقدم خدمات فاخرة على حساب المساحات المخصصة لبقية الحجاج. وتوفي 7 حجاج إيرانيين لأسباب صحية بعد وصولهم إلى الأراضي السعودية. وفيما بدأت منطقة المسجد الحرام في مكةالمكرمة تكتسي ببياض إحرامات الحجاج، انتشر عشرات الآلاف من رجال الأمن و25 ألفاً من عناصر الدفاع المدني، و20 ألفاً من الأطقم الصحية والأطباء. وكان وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير أحمد بن عبدالعزيز أكد أول من أمس، أن أعمال موسم الحج تعد في صدارة أولويات القيادة السعودية، وتفقد الأمير أحمد استعدادات الأجهزة المعنية بالحج، وطمأن على أن بلاده لا تتوقّع أن تتأثر أعمال الحج بالأحداث في سورية وغيرها من دول المنطقة. وأكد استعداد قوات الأمن السعودية لأي محاولات إخلال بأمن ضيوف الرحمن. وقالت السلطات السعودية أمس إن عدد الحجاج الذين وصلوا إلى المملكة حتى أول من أمس (السبت) بلغ 1.67 مليون حاج، بنقص نسبته 4 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي، وتوقّعت مصادر حملات حجاج الداخل أن ينضم لهم ما يراوح بين 750 ألفاً ومليون من حجاج الداخل، بينهم نحو ربع مليون سعودي. وأكد وزير الصحة السعودي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، أنه لم تسجل أي أمراض وبائية وسط الحجاج، وأن المملكة هيأت 25 مستشفى في المشاعر المقدسة ومكةالمكرمة والمدينة المنورة و141 مركزاً صحياً في المناطق المذكورة في خدمة ضيوف الرحمن. ونصبت السلطات السعودية 2080 كاميرا مراقبة في أنحاء المشاعر المقدسة والطرق المؤدية إليها، وأنشأت 29 مركزاً للشرطة في المشاعر، وأعدت العدة لتوزيع أكثر من مليوني عبوة من ماء زمزم على ضيوف الرحمن، ويتولى 15 ألف مطوف من الجنسين الإشراف على الحجاج القادمين من الخارج. وعلى صعيد آخر، هدّدت وزارة الحج أخيراً بملاحقة شركات ومؤسسات حجاج الداخل، وفرض العقاب عليها في حال ثبت توفيرها لخدمات إضافية لبعض الفئات التابعة لها على حساب المساحة المخصصة للحجاج، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن تسجيل المخالفة يعني تطبيق الإجراءات النظامية بحق من تثبت عليه. وبحسب تعميم صادر عن وزارة الحج (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، فإن هذه الخطوة تأتي بعد أن تلقت الوزارة برقية من وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير أحمد بن عبدالعزيز في شأن ما تم رصده من لجان مراقبة الأراضي وحسن استخدامها أثناء جولاتها الميدانية على مخيمات الحجاج في مشعر منى من وجود بعض المخيمات، التي يتم فيها توفير خدمات فاخرة للحجاج (الكنب، ودورات المياه الخاصة، الخدمات الأخرى المميزة)، إضافة إلى تقليص أعداد الساكنين في بعض الخيام مقاس 4 في 4 إلى 2-6 حجاج. ومن جهة أخرى، أوضح رئيس مجلس إدارة المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج إيران علي جمال، أن سبعة حجاج إيرانيين قضوا لأسباب صحية عند وصولهم إلى السعودية أخيراً، مؤكداً اكتمال وصول الحجاج الإيرانيين للأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج هذا العام بوصول آخر رحلة عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة مساء أول من أمس.