حذر مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة الأحساء العقيد محمد الزهراني، من «الاستخدام الخاطئ» للتوصيلات الكهربائية، في المنازل والمدارس والمحال التجارية، والاعتماد على «الرخيص» منها، في ظل وجود الأصلي والمناسب لتحمّل الطاقة الكهربائية. وتأتي هذه التحذيرات، بعد وقوع حوادث متكررة في محافظة الأحساء، راح ضحيتها مواطنون ومقيمون، بسبب استخدام أجهزة وتوصيلات «رخيصة». وعزا الزهراني، في تصريح إلى «الحياة»، استخدام الأجهزة والتوصيلات الرخيصة إلى «عدم وعي المستهلك، ورغبة بعضهم في التوفير المادي، باقتناء التوصيلات التجارية»، مؤكداً على تعاون الدفاع المدني، مع كل من وزارة التجارة، والجمارك، والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس، «لاتخاذ إجراءات تحدّ من دخول الأجهزة الرديئة، أو تداولها في المملكة». ونصح باستخدام «الأصلي من التوصيلات الكهربائية، وتبليغ وزارة التجارة عن الرديء منها، ليتم محاسبة المخالفين»، منبهاً إلى ضرورة «توفير متطلبات السلامة، من كواشف الدخان، وطفايات الحرائق، وأجراس الإنذار، للتقليل من حجم الأضرار والخسائر في الأرواح والممتلكات. وشهدت قرى الأحساء ومدنها، حوادث حرائق، بسبب التوصيلات الكهربائية «الرديئة». كان أكثرها «فجيعة» الحريق الذي نشب في منزل في بلدة التهيمية، وقضى على 10 أفراد من أسرة واحدة، اختناقاً، في شهر شباط (فبراير) الماضي. وكشفت نتائج التحقيقات في الحريق أن السبب الرئيس لوقوعه «خلل في التمديدات الكهربائية، ما أدى إلى وقوع التماس كهربائي، تسبب في حدوث الحريق، واختناق الضحايا». فيما تسبب حريق اندلع في منزل مكون من دورين في قرية الجشة، في وفاة أربعة من أسرة واحدة، منهم ثلاثة أخوة من ذوي الاحتياجات الخاصة، أعمارهم 32 و35 و38 سنة، إضافة إلى والدتهم الكبيرة في السن، وتبلغ من العمر 73 سنة. وكان السبب أيضاً التماس كهربائي. أما آخر الحوادث «المأسوية»، فكانت ضحيته فتاة (25 سنة). تفحمت جثتها بالكامل، إثر نشوب حريق في إحدى غرف منزل أسرتها، في حي الفاضلية في مدينة الهفوف. وجرى إخراج الفتاة المُحتجزة داخل غرفة لا تتجاوز مساحتها الستة أمتار، وهي متفحمة بالكامل. وتمكن رجال الإطفاء من السيطرة على الحريق وإخماده ومنع انتشاره إلى الغرف المجاورة من المنزل. فيما كادت أسرة أخرى أن تتعرض لمصير مماثل، حين حدث التماس كهربائي في منزلهم، إذ استيقظت إحدى بنات الأسرة فجر أحد أيام آب (أغسطس) الماضي، وأثناء انشغالها بالوضوء، سمعت صوتاً مدوياً، تلاه شرر وفرقعات كهربائية «مخيفة» أصابتها ب «الهلع». وقالت: «إن الوقت كان حرجاً، ودبّ فيَّ رعبٌ لم أعرفه طيلة 25 سنة، هي عمري، ما اضطرني لأن أقرع باب حجرة والدي بقوة، منادية: «سنموت، سينفجر البيت». فهرع والدي، وأطفأ عداد الكهرباء».