طالب محامو خالد شيخ محمد، العقل المدبر المزعوم لاعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، واربعة متهمين آخرين في اليوم الأخير من جلسات الاستماع التمهيدية لمحاكتمهم في قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا، ببث جلسات المحاكمة تلفزيونياً، في حين قاطع المتهمون الخمسة الجلسة «لأن الجمعة يوم مقدس لممارسة المسلمين شعائرهم الدينية». ويمكن مشاهدة البث المباشر للجلسات حالياً عبر دائرة تلفزيونية في مسرح يتسع ل 200 شخص في قاعدة «فورت ميد» التابعة للجيش الأميركي في ولاية مريلاند، اضافة الى قواعد عسكرية قليلة أخرى شرق الولاياتالمتحدة، يقصر الحضور فيها على اقارب 2976 شخصاً قتلوا في هجمات الطائرة المخطوفة في 11 أيلول، ورجال الاطفاء وضباط الشرطة في مواقع سقوطها في نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا. وسأل النقيب البحري وليام هينيسي، وهو محامٍ عن وليد بن عطاش اليمني المتهم بتدريب اثنين من الخاطفين في معسكر لتنظيم «القاعدة» في افغانستان: «اذا كانت المحاكمات منصفة فلماذا تخشى الإدارة ان يشاهدها العالم؟» وأيد هينيسي منح اللوائح وزير الدفاع الأميركي سلطة تقرير اذاعة المحاكمات، لكنه اشار الى ان القاضي العسكري الكولونيل جيمس بوهل يمكن ان يتخذ قراراً يكفل توفير محاكمة عادلة للمتهمين. ويبدو القاضي بول متردداً في حسم هذا الأمر، فيما يؤكد الادعاء ان موقع المشاهدة في «فورت ميد» يلبي الحق الدستوري للأميركيين في المحاكمات المفتوحة. وبعدما سمح القاضي خلال جلسات الاستماع بعدم حضور المتهمين الخمسة محاكمتهمن قاطع هؤلاء جلسة الاستماع الاخيرة امس، بعد رفض القضاء طلبهم عدم عقدها الجمعة احتراماً لديانتهم. وفي غيابهم ناقش المحامون حق استدعاء شهود، والذي يعترضون على اشراف الادعاء وحده عليه. ووصف المحامي جيمس كونيل هذا الامر بأنه «تفاوت جذري» بين الطرفين. وفي ايار (مايو) الماضي، طلب الدفاع استدعاء الرئيس باراك اوباما وسلفه جورج بوش ونائب الرئيس جو بايدن لللإدلاء بشهاداتهم، لكن الادعاء رفض الطلب استناداً الى قوانين المحاكم العسكرية. وسعى محامو الدفاع ايضاً الى استدعاء عميل وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي اي) جوزيه رودريغيز للإدلاء بشهادته حول سوء معاملة خالد شيخ لدى اعتقاله في سجن سري. ورد الادعاء كلاي تريفت قائلاً: «انها القوانين، ويجب وجود علاقة منطقية وقانونية لاستدعاء كل شاهد». وكان شيخ محمد شن الاربعاء الماضي هجوماً عنيفاً على الرئيس الأميركي الذي قال إنه «يستطيع ان يشرع عمليات الاغتيال باسم الامن القومي للمواطنين الاميركيين»، ما دفع القاضي بول الى تأكيد ان الأمر «لن يتكرر». ترحيل على صعيد آخر، وافق القضاء الكندي على ترحيل سيف الدين طاهر شريف، العراقي الكردي الذي هاجر الى كندا عام 1993 والمطلوب في الولاياتالمتحدة للاشتباه في مشاركته بتدبير اعتداءين انتحاريين في العراق عام 2009، ادى احدهما الى مقتل خمسة جنود اميركيين. واوضح القاضي آدم غيرمان من محكمة ادمونتون بمقاطعة البرتا غرب كندا ان الادلة التي جمعها مكتب التحقيقات الفيدرالية (أف بي آي) والشرطة الفيدرالية في كندا «تشير بقوة الى مؤامرة ترمي لتنفيذ اغتيال». واعتبر القاضي ان تصريحات ادلى بها المشبوه ورصدت خلال محادثات هاتفية اجراها وتضمنتها مواد عثر عليها في جهاز الكومبيوتر الخاص به، تؤكد «تخطيه كثيراً الحماسة الدينية او المحادثة فقط». وصرح محامي شريف ان التسجيلات تؤكد العكس، ولا تظهر اضطلاع موكله بدور فاعل في الاعتداءات، علماً ان وزير العدل روب نيكولسون يجب ان يمنح ايضاً موافقته لتنفيذ عملية الترحيل.
