قالت مصادر أمنية بريطانية إن بريطانياً يتم التحقيق معه حالياً للاشتباه في تورطه في أنشطة إرهابية في سورية، قام بتجنيد عشرات المسلمين البريطانيين الذين توجهوا إلى سورية للقتال هناك. وذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية في عددها أمس، أن الأجهزة الأمنية البريطانية تمكنت من تحديد هوية شاب بريطاني قام بتجنيد نحو 50 مسلماً توجهوا إلى سورية للمشاركة في «الجهاد» ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وتعتبر الأجهزة الأمنية أن الشاب، وهو في العشرينات من العمر وينحدر من عائلة بنغلادشية الأصل، ضابط رفيع المستوى بمجموعة دولية من الإرهابيين كرست نفسها لإسقاط النظام السوري. ونقلت الصحيفة عن الأجهزة الأمنية أن الشاب، وهو من سكان لندن، مسؤول عن تدريب المجندين البريطانيين الجدد الذين يعيش معظمهم في العاصمة البريطانية. وتابعت «التايمز» أن مجموعة المتطوعين الذين جندهم الشاب تضم مقاتلين شيشاناً، مضيفة أنهم دخلوا إلى سورية عبر الحدود من العراق أو تركيا. وأضافت الصحيفة أن شرطة «سكوتلند يارد» صادرت أجهزة كمبيوتر وهواتف محمولة من المنازل «المتعلقة» بالجهاديين وتحلل المواد التي تحتوي عليها هذه الأجهزة بصورة عاجلة. ونقلت الصحيفة عن قادة في الأجهزة الأمنية، أن عدد البريطانيين الذين يقاتلون في سورية ضد نظام الأسد يتجاوز 50 شخصاً، يعتقد أن معظمهم متطرفون إسلاميون. ويُعتقد أن هؤلاء الجهاديون شبان مسلمون معظمهم من أصول آسيوية وبينهم عدد من شمال أفريقيا ومن البيض وشبان سود من منطقة البحر الكاريبي اعتنقوا الإسلام. وتابعت «التايمز» أن السلطات البريطانية قلقة من أن الصراع في سورية بدأ يجتذب المسلمين البريطانيين ويفتح المجال أمامهم للاتصال مع الحركة الجهادية العالمية، ما يجعلهم يشكلون تهديداً إرهابياً عند عودتهم إلى بريطانيا بعد أن تعلموا كيف يستخدمون الأسلحة والمتفجرات. ونسبت «التايمز» إلى مصادر أمنية قولها إن السلطات البريطانية المعنية صارت أكثر قلقاً من التهديد الداخلي للأزمة في سورية مما كانت عليه أثناء النزاع في ليبيا العام الماضي. وكان طبيب بريطاني مثُل أمام محكمة في لندن اول من امس بتهمة خطف صحافيين غربيين اثنين في سورية. ويتهم شاجول إسلام (26 عاماً) بانتمائه إلى جماعة متطرفة احتجزت الصحافيين جون كانتلي من بريطانيا ويورون اورليمانز من هولندا في معسكر بسورية في الفترة من 17 وحتى 26 تموز (يوليو) الماضي. وجرى توقيف إسلام وزوجته البالغة 26 عاماً وابنته وعمرها عام واحد أثناء وصولهم بالطائرة من مصر، وفق إفادات أمام المحكمة. وتم الإفراج عن زوجته من دون توجيه أي تهم لها. ومَثُلَ إسلام وهو من شرق لندن، أمام المحكمة وهو يرتدي سترة سوداء وقميصاً رمادياً وربطة عنق، ولم يدل بأي إفادة، واكتفى بالإعلان عن اسمه وتاريخ ميلاده وعنوانه. واستمعت المحكمة إلى إفادة بأنه درس الطب في مستشفيين في لندن وغادر بريطانيا في حزيران (يونيو). وأبقت المحكمة على الطبيب في الحجز، ومن المقرر أن يَمْثُل أمام جلسة اخرى في محكمة أولد بيلي في لندن في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر). وكان كانتلي وأورليمانز خطفا على يد مسلحين إسلاميين مجهولين أثناء تغطيتهما القتال بين القوات النظامية السورية والمسلحين المعارضين. وقالا إن من بين الخاطفين رجلاً قال إنه يعمل طبيباً في جهاز خدمات الصحة الوطنية البريطاني. وقال كانتلي في مقال نشرته صحيفة صنداي تايمز في آب (أغسطس)، إنه واورليمانز احتجزا من قبل نحو 30 مسلحاً اسلامياً من دول من بينها بريطانيا وباكستان والشيشان. وأصيب الصحافيان بجروح جراء اطلاق نار أثناء قيام الجيش السوري الحر بتحريرهما من خاطفيهما. وكتب كانتلي يقول: «في النهاية هربت بحياتي وأنا حافي القدمين وموثق اليدين، فيما كان جهاديون بريطانيون شباب يتحدثون بلهجة جنوبلندن، يطلقون النار بهدف القتل». وأضاف: «لم يكن هناك أي سوري. لم أكن أتوقع ذلك».