استأنف تنظيم «القاعدة» في اليمن تهديداته بالسيطرة على بعض المحافظات الجنوبية التي كان الجيش اليمني دحره منها في منتصف أيار (مايو) الماضي في أكبر حملة عسكرية أُطلقت بمساعدة لوجستية أميركية. وأكدت ل «الحياة» مصادر محلية متطابقة في محافظة أبين (جنوب)، أن عناصر «القاعدة» تقف وراء الهجمات التي تستهدف دوريات أمنية ورجال قبائل في «اللجان الشعبية» المساندة للجيش، والتي تزايدت بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة وأسفرت عن مقتل وجرح العشرات، موضحة أن جماعة «أنصار الشريعة» التابعة للتنظيم بدأت في الانتشار مطلع الأسبوع الجاري في جبال مديرية المحفد وأوديتها، وقامت قبل يومين بتوزيع منشورات تفيد بأن مشروعها لإسقاط مديريات المحفد ولودر ومودية التابعة لمحافظة أبين لا يزال قائماً. وأضافت المصادر أنه على رغم خروج «القاعدة» من مديريات جعار وزنجبار وشقرة ولودر قبل أربعة أشهر، لا يزال الوضع الأمني متدهوراً في هذه المناطق، وأن عناصر «القاعدة» يعاودون الانتشار فيها بشكل ملفت، في حين قال وزير الدفاع اليمني اللواء محمد ناصر أحمد، إن التنظيم طلب عبر وسطاء فرصةً لحكم جنوب اليمن لمدة 15 عاماً، أسوة ب «الحزب الاشتراكي اليمني» الذي حكمه 25 سنة. ونسبت صحيفة «أخبار اليوم» اليمنية إلى الوزير قوله خلال اجتماع أول من أمس مع مدراء المكاتب التنفيذية في محافظة عدن، إن «القاعدة بعث وسطاء طلبوا منحه الفرصة لحكم الجنوب لمدة 15 عاماً». وأضافت الصحيفة أن الوزير الذي تعرض لثلاث محاولات اغتيال من قبل «القاعدة» ويتحدر من محافظة أبين، أوضح انه تلقى خلال زيارته الحالية إلى محافظة عدن العديد من الاتصالات من جانب «القاعدة»، وقالوا في آخر تلك الاتصالات «أهلاً بك في عدن». وكان انتحاري من «القاعدة» هاجم بسيارة مفخخة نقطة تفتيش ل «اللجان الشعبية» في مودية، ما أسفر عن مقتل 4 من مسلحي «اللجان» بالإضافة إلى الانتحاري، وإصابة 6 آخرين بجروح بالغة. وكانت محافظات جنوبية شهدت أخيراً مواجهات بين جماعات «الحراك» الانفصالية وبين عناصر من «شباب الثورة» السلمية» ينتمي معظمهم إلى حزب «التجمع اليمني للإصلاح» الذي يتزعم تكتل أحزاب «اللقاء المشترك»، بهدف السيطرة على ساحات الاحتجاج والتظاهر في الجنوب. ووقع آخر هذه الاشتباكات في محافظة شبوة، حيث قالت مصادر محلية ل «الحياة» إن مواجهات جرت بين مئات من عناصر «التجمع» وعشرات من أنصار «الحراك» أسفرت عن جرح أربعة أشخاص وانتهت بتدخل الشرطة لفض الاشتباك.