وصفت إيران عقوبات صارمة فرضها عليها الاتحاد الأوروبي، واستهدفت قطاعات حيوية، بأنها «ليست إنسانية»، وتعهدت بألا «تركعها» أمام الغرب. وأشار مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي إلى «دعاية سائدة في الإعلام الغربي - الصهيوني، تفيد دوماً بأن الضغوط على إيران هدفها إعادتها إلى طاولة المفاوضات» حول برنامجها النووي، متسائلاً: «متى غادرنا تلك الطاولة، في شأن قضايا عدة، بينها الملف النووي، حتى نريد العودة إليها الآن؟». وأضاف: «الهدف الحقيقي للذين يستخدمون هذه الصيغة من الدعاية السياسية، هو استسلام الشعب الإيراني وراء طاولة المفاوضات. لكننا نقول لهم: أنتم أعجز من جعل الشعب الإيراني المناضل وصاحب البصيرة والوعي، يركع أمام مطالبكم». واعتبر أن «القادة الأوروبيين ما زالوا في القرن التاسع عشر وفي عصر الاستعمار، لكن عليهم أن يدركوا أن مقاومة الشعب الإيراني ستوجد لهم مزيداً من المشاكل. نملك الكثير في مواجهة الأعداء، ويمكننا التغلّب عليهم». أما الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست فاعتبر أن «العقوبات الأحادية للغرب، ليست شرعية أو منطقية أو إنسانية، لأنها تستهدف الشعب الإيراني»، مشدداً على أن «هذه الضغوط الغربية تزيد تضامن الشعب الإيراني وصموده أمامها، إصراراً على تحقيق أهدافه». ورأى أن «استقلال إيران هو السبب الحقيقي وراء العقوبات، إذ سُوّي الملف النووي، لكن (الغربيين) يريدون إبراز مسائل أخرى»، محذراً الغرب من أن «خطأه في الحسابات يبعده عن النتيجة المطلوبة، وننصحه باعتماد نهج منطقي والتعرّف أكثر إلى شعبنا». في المقابل، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالاتحاد الأوروبي، على «العقوبات الصارمة التي تبناها ضد أبرز التهديدات للسلام في عهدنا»، في إشارة إلى إيران. وزاد خلال لقائه سفراء دول الاتحاد أن «هذه العقوبات تمسّ بالاقتصاد الإيراني في شكل خطر»، مستدركاً: «حين تتوقف أجهزة الطرد المركزي في إيران عن دورانها، ويتوقف برنامجها النووي، عندئذ سنعلم إن حقّقت العقوبات هدفها». في السياق ذاته، حذر النائب مهرداد لاهوتي، الناطق باسم لجنة التنمية في مجلس الشورى (البرلمان)، من أن شركات الطيران الإيرانية قد ترفع أسعار رحلاتها بنحو 50 في المئة الشهر المقبل، بسبب انهيار الريال في مقابل الدولار. كما نقلت وكالة الأنباء العمالية الإيرانية (إيلنا) عن الباحث الجامعي البارز مهدي تقوي أن المعدل الحقيقي للتضخم في البلاد يتعدى ال50 في المئة، وهو الأعلى في الشرق الأوسط، علماً أن الإحصاءات الرسمية للمصرف المركزي تفيد بأنه يبلغ 23.5 في المئة. وأشار تقوي الذي يدرّس في جامعة العلامة الطبطبائي في طهران ووضع عشرات الكتب عن الاقتصاد الإيراني، إلى أن الريال خسر 80 في المئة من قيمته في الشهور الماضية، لافتاً إلى أن اقتصاد البلاد ينكمش، على رغم أن معدل النمو في الشرق الأوسط يبلغ 5 في المئة. على صعيد آخر، أفاد موقع «عصر إيران» بتحطّم مقاتلة إيرانية من طراز «أف - 4» في مدينة بندر عباس، خلال إقلاعها من قاعدة عسكرية، ما أدى إلى مقتل طيارَين كانا فيها.