أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مجدداً أن الطائرة السورية التي ارغمت على الهبوط في أحد المطارات التركية الأسبوع الماضي كانت تنقل «عتاداً حربياً»، موضحاً للصحافيين في انقرة «لا شك في ان الحمولة هي عتاد حربي»، الامر الذي يهدد بتصعيد الخلاف مع موسكو التي تنفي الطبيعة الحربية للشحنة. وقال اردوغان: «لا يفيد بشيء التضليل والقول انها معدات رادار». واضاف: «في اي حال، معدات الرادار تعمل مثل العتاد الحربي». وقال رئيس الوزارء التركي إن السلطات غير مستعدة في الوقت الراهن للكشف عن معلومات مفصلة عن طبيعة الحمولة، لكنها تملك أدلة تؤكد طابعها العسكري. وتابع قائلاً: «لدينا صور ونعرف المرسل والمرسل اليه. وأقول بشكل معلن أن المرسل هو مؤسسة روسية تماثل هيئة الصناعات الميكانيكية والكيميائية عندنا (منتج الأسلحة) والمرسل اليه هو وزارة الدفاع السورية. ولدينا جميع بوليصات الشحن». وتابع اردوغان ان الشحنة التي صودرت من الطائرة تحمل اسم (كيه.بي.بي انسترومنت ديزاين بيرو). واضاف: «المادة التي في ايدينا الان هي بالقطع مادة حربية. لا يوجد سبب لتحريف ذلك بوصفها معدات رادار او اي شيء آخر...لكن المؤسسات التركية تواصل فحص هذه المواد». وفي تطرقه الى موضوع إغلاق المجال الجوي التركي أمام الطيران المدني السوري، أوضح اردوغان أن هذه الخطوة ليست رداً على القرار المماثل الذي اتخذته دمشق تجاه الطيران التركي، بل هي قرار اتخذته أنقرة مسبقاً. وأوضح أن تركيا تخلت في بادئ الأمر عن استخدام المجال الجوي السوري بنفسها وبدأت دراسة امكان حظر تحليق الطائرات السورية فوق أراضيها. وحول الطائرة الأرمينية التي كانت تتجه الى مدينة حلب السورية، عندما طالبتها السلطات التركية بالهبوط من أجل تفتيش حمولتها، قال اردوغان أن هبوط الطائرة جاء لأسباب تقنية، مضيفا أن الطائرة استأنفت رحلتها بعد أن فحصها خبراء أتراك. واعترضت السلطات التركية الطائرة السورية وهي من طراز ايرباص ايه-320 في العاشر من تشرين الاول (أكتوبر) بعدما حصلت على معلومات من الاستخبارات بشأن الشحنة. وفي اليوم التالي قال اردوغان ان الطائرة كانت تحمل ذخائر روسية الصنع متجهة الى وزارة الدفاع السورية. وقالت موسكو إن الطائرة كانت لا تحمل اسلحة وطالبت الجانب التركي بتفسير لاجبار الطائرة على الهبوط. ويقف البلدان على طرفي نقيض بشأن الازمة في سورية حيث تواصل روسيا دعمها للرئيس بشار الاسد بينما يعد اردوغان من بين اشد منتقديه بسبب الحملة التي مضى عليها 19 شهرا ضد الانتفاضة الشعبية التي اودت بحياة 30 الف شخص. وبلغ التوتر بين دمشقوانقرة ذروته منذ القصف السوري لقرية اكجكالي التركية الحدودية في الثالث من تشرين الاول ومقتل خمسة مدنيين اتراك. ورد الجيش التركي مراراً على القذائف السورية التي اصابت اراضيه.