أصدر الشاعر والكاتب الدكتور علي الرباعي ديوانه «أنامل خضر» عن دار طوى. والديوان يذكر بأفضل النماذج في شعر التفعيلة، بحسب بعض النقاد. وقال الرباعي حول تجربته الشعرية: «أتصور أن التجربة الشعرية بالذات لا تتجلى قدراتها في مجموعة أولى ولا ثانية ولا حتى عاشرة، إلا حين يتوقف شاعر ما عن الكلام لسبب ما. وفي 2007، غامرتُ بإصدار مجموعة «لا يلتفت منكم أحد»، إلا أنها لم تلفت إيجاباً اهتمام أحد، وأنا أولهم، وبصدق أني استوعبت معانٍ أحدث لكتابة النص في ظل تعدد القراءات وتجاوز الخطابية والانعتاق من سلطة الرقابة الوهمية في ذاتي الكاتبة، وشعرتُ تالياً بالمسافة الفاصلة بين ما كان محاولة أولى لتقديم نفسي، وبين ما يكتنز عليه معنى الشعر من دلالات عميقة متأصلة في ذوات وجينات متوارثة لتنعقد في جبين وريث حالم». وأضاف في تعليق ل«الحياة»: «بما أن مسارات المشاريع تبدأ بالفكرة راودتني القصة عن نفسي فلم أتمنع، واستسلمتُ لغنجها وناعم ملمسها، فكانت مجموعة «هس» في 2008، وبعد صدورها استشعرتُ خطيئة المغامرة الكتابية من دون تحديد المسلك مسبقاً، فالقصة فن الومضة المعبرة المؤطرة بالزمان والمكان، ولم أجد صدى لافتاً كوني مسبوقاً بمئات الأصوات العذبة، فاخترتُ الصمت الطويل والتركيز على القراءة الحرة من دون التفات للنشر أو اهتمام بتسويق الاسم». ولفت إلى أن الكتابة النثرية تلبسته لفترة «فصدر لي في عام 2010، كتاب «الصحوة في ميزان الإسلام»، فوضعني بصدق أمام جادة الالتزام الكتابي، وتبعه «الثوار الجدد في السعودية» 2011، و«هل السعوديون أعداء الدين» 2012، فكانت الأصداء أوسع والاحتفاء أرحب، خصوصاً أن الكُتّاب المتخصصين في قضايا الفكر معدودون، وللمرة الأولى أتلقى مقابلاً مادياً على ما نشرت كان ريع الاجتهادات الكتابية في القضايا الفكرية، ما لفتني إلى الاشتغال على مشروع تراكمي معني بفقه التحولات، وهذا ما كان، إذ تبنت دار رياض الريس هذه الأيام التي مضت طباعة كتابي الجديد «صراع التيارات في السعودية». إلا أنه يصر على أن الشعر يبقى «دوحتي الفاتنة خضرة وفيء. فالشعر أسري وحريتي، ونافذتي التي عززت صلتي بأصدقاء وصديقات يتوافدون على النص عبر موقع التواصل من كل فج عميق، ما يشعرك بعذوبة اللغة وأناقتها وقدرتها على تقديمك للآخر في كامل أُبّهَتك، ومن هنا جاءت فكرة إعادة التجربة الكتابية شعراً، بعد استيعاب الكثير من الملاحظات المبصرة والعمياء، فخرجتْ «أنامل خضر» مصافحة فضاء متخم بالنصوص ووجدت متكأها».ويعتقد الرباعي أن ديوانه الشعري الجديد، سينال «حظاً وافراً من الحياة، كونها اعتمدت على النص الأنثوي، وكانت الملهمة نديمة كل حرف وأنيسة كل كلمة، ومدار ومحور كل سطر، وبصدق هذه المجموعة انتشلتني من التيه إلى حضن فاتنة لا تمل منك وتوشوشك في الصبح والعشيات بكلمات ليست كالكلمات، ولا أقبل إشعال النور والصحو في السحر إلا إذا نادتني، وعلى رغم كل ما سبق لم ولن أجرؤ على إطلاق صفة أو لقب الشاعر على نفسي، كوني رجلاً تتنازعني اشتغالات عدة منها الصحافي والتعليمي والأسري، فالأجساد الغضة الطرية لا ترى فيك إلا عائلاً، مكافحاً، ويكفيني الشعر رسول وجداني لتبليغ نبوءتي لإخوتي في الإنسانية، وتخليصي من عقدة الخوف من الحرباء».