يشرع الشاعر محمد خضر في دخول عوالم جديدة نحو كتابة الرواية بدلا من الشعر، لكن رغم توجهه الأخير إلا أنه مرتبط بالشعر، دعا الشعراء إلى تخليص الإبداع من التصنيف، والأدلجة. محمد خضر قال عن تجربته الشعرية: «كلما كتبت قصيدة أو نصا شعرت أشعر أنني لم أبدأ بعد، إن هناك قصيدة تنتظر دورها في الحياة وتتكون الآن في الأعماق»، وأضاف «أعتقد أنني لم أصل إلى ما أريد تماما، حتى الآن على الأقل». ورأى أنه لا يرغب التصنيف، قائلا: «كل شاعر عليه أن يمثل تجربته الشعرية ويكتب بعيدا عن التصنيف والمدرسة الشعرية»، وأضاف «لا أرغب في تصنيفي ولا أظن أن هنالك شاعرا يرغب بهذا، إنه زمن التجربة الشعرية المستقلة والتي تحمل خصوصيتها من تفردها ووحدانيتها». وزاد «يجب أن تسود الفكرة، وتكتب بدون هذه الحسابات المقيتة وتسمية الأشياء بهذه الصرامة». وحول مشروع الروائي الجدي، قال: «أكتب الآن روايتي، التي لا أدري هل ستكون الأخيرة أم لا، لكن هذا كله لن يلغي شيئا مما سبق من كتابتي الشعرية، وهذا أيضا لا يعني أن الشعر لم يستوعب الفكرة بل أسعى إلى تخليص الحالة الشعرية من التفاصيل التي ليست من اشتغال الشعر». وأضاف «التجربة الجديدة، عبارة عن نص ظل يلح علي كثيرا طيلة سنوات، وكنت في كل مرة أهرب من أجوائه، ومن طقسه، لكنني الآن سأكتبه بلغتي وطريقتي الخاصة». المرأة في نصوصه محمد خضر المتنقل من الجنوب إلى الشرق لم يخف الحنين إلى الطفولة ورائحة القرى، قائلا: «يلامس تجربتي عن كثب»، لكنه في المقابل يرى أن الشعر لم يتغير وإنما تغيرت وظيفته، كما أنه يعتبر أن إدراج المرأة في نصوصه الشعرية لإنصافها، قائلا: «أطرح المرأة في نصي كعالم لا يزال يحمل الكثير من الأسئلة سواء الثقافية أو الخاصة بمجتمعنا، في نص الأنثى كانت المرأة تلك التي تقف أمام عدد من الوصايا تقدمها أمها فتقبلها، تلك الوصايا بخصوص الاجتماعي والعادات والتقاليد، وفي نهاية النص تفاجئ أمها برفض الوصية التي لا تتماس مع أنوثتها وحلمها وعالمها». المفردات الغربية ودافع الشاعر محمد خضر عن استخدامه المفردات الغربية في مجموعته الأولى الصادرة عام 2002، مثل مفردة في قصيدته «ماسنجر»، قائلا: «لم أكن استخدمها إلا لحاجة النص لها، أو لأنه لا يوجد لها مرادف في لغتنا، وكذلك لأنها فعلا مستخدمة في حياتنا وهذا هو الأهم»، وأضاف «أعتقد أن في هذا إضافة للغتنا بشكل أو آخر». وقال عن مستقبل القصيدة: «إذا استطاع الشعراء أن يحافظوا على توهجها وبريقها وتطويرها، فهي بخير». وأضاف «على الشاعر أن يجرب ويكتب ويدخل إلى مناخات متعددة وفضاءات تحاكي إنسان اليوم بهمومه وأحزانه وإشكالاته، عليه أيضا أن يكتب وقد تخلص شعره من الإيدولوجيا والتعصب وأن يعلن الحب شعارا كبيرا لكل تجربته». وزاد حول قصيدة النثر «قصيدة النثر شعر كتب بأدوات النثر، وقصيدة النثر ليست مزيجا من الشعر، إنها نسيج جديد لا علاقة له بالعمودي والتفعيلة حتى في صراعاتهما».