يعتقد كثيرون أن ملك الحيوانات ينتشر بأعداد كبيرة في المتنزّهات والمحميات في جنوب افريقيا، إلا أن 60 في المئة من الأسود في البلاد هي أسيرة الأقفاص وتباع لحدائق الحيوانات أو يطلق سراحها ثم تقع ضحية الصيادين. وما يثير غيظ المدافعين عن البيئة وعن حقوق الحيوان، أن مستغلي الأسود يعتبرونها من حيوانات المزارع. ويقول بيتر بوتغيتر رئيس رابطة مربي الحيوانات المفترسة في جنوب افريقيا إن «تربية حيوانات مفترسة لاستثمارها اقتصادياً هي ممارسة متّفق عليها دولياً». ويضيف: «المشكلة أن الأسد حوّل إلى ملك الحيوانات، خصوصاً مع فيلم «لايون كينغ» من إنتاج «وولت ديزني». للأسد شخصية تماماً كالانسان وهو يتواصل مع صغاره... لكنه ليس أسمى من الحيوانات الأخرى ولا أدنى منها». وفيما تضم جنوب أفريقيا حوالى ثلاثة آلاف أسد في البرية، يرتفع عدد الأسود الأسيرة فيها إلى خمسة آلاف. ويقرّ بوتغيتر بأن «أصحاب المزارع يميلون إلى إعطاء أرقام غير دقيقة»، ولا يحبون التكلم مع الصحافيين وإن كانوا يستقبلون السياح في مزارعهم. وفي وسط البلاد، تقدم مزرعة «بونا بونا» بالقرب من وولمارانستاد، مثالاً حياً عن ذلك. فعلى بعد مئات الأمتار من كوخ تقام فيه حفلات الزفاف، توجد حظائر ضخمة تضم تسعة أسود كان عددها أكبر بثلاثة أضعاف قبل بيع المزرعة بمزاد في حزيران (يونيو) الماضي. ويتم إطعام الأسود صباح كل أحد أمام عيون الزائرين الذين يتعين عليهم دفع 80 راند (7 يورو) لدخول المزرعة. ويعتبر الزائرون أن صغار الأسود تجلب لهم الحظ، مثل منتخب كرة القدم الاسباني في كأس العالم للعام 2010. وبالتالي، ارتأى المسؤولون عن أماكن سياحية كثيرة في جنوب افريقيا أن يسمحوا للزائرين باللعب مع الأشبال وتقديم الحليب إليها مقابل 300 راند تقريباً (27 يورو). ويشرح كريس مرسر الذي يدير حملة لمكافحة الصيد أن «مربي الأسود يؤجرون الأشبال لمجمعات سياحية بيئية كي يلعب معها السياح». ويقول بول هارت الذي يدير ملجأ في منطقة الكاب إن «الوحشية تكمن في إبعاد الصغار عن أمهاتها عند الولادة بغية استخدامها كألعاب أو زيادة وتيرة التكاثر، إضافة إلى تدريبها لتكون وديعة مع السياح». وخلافاً لما يقال أحياناً للزائرين، لا يُطلق سراح تلك الأشبال أبداً. ويأسف كريس مرسر قائلاً: «تلك الأشبال هي حيوانات مزارع تبقى في الأقفاص إلى أن تصبح كبيرة بما يكفي لصيدها». بينما يعتبر المدافعون عن البيئة أن البعض يربي الأسود خصيصاً من أجل عظامها التي ترسل إلى آسيا لاستخدامها في مشروبات يقال إنها تجلب الحب. لكن مربي الأسود ينفون ذلك ويؤكدون أن الأسود التي تنفق طبيعياً أو تقع ضحية الصيادين هي الوحيدة التي تستخدم في هذه التجارة المزدهرة. ويقع حوالى 10 في المئة من أسود المزارع في جنوب افريقيا سنوياً، ضحية مصطادي الغنائم الذين يدفعون حوالى 22 ألف دولار مقابل أسد ذكر وأربعة آلاف دولار مقابل الأنثى. وتثير ممارسات أصحاب المزارع الجدل. ففي الاقليم الشمالي الغربي الذي يضم أكبر عدد من مزارع الحيوانات المفترسة، لا يُطلق سراح الأسود إلا قبل أربعة أيام من يوم الصيد، وفي بقعة مجهولة يصعب على تلك الحيوانات الإفلات من الصيادين فيها. ويبرر بيتر بوتغيتر هذا الأمر بالقول: «في فرنسا، يربون ملايين الطيور ويطلقونها صباح السبت عندما يبدأ الصيد. المبدأ هو نفسه».