يُنتظر أن يزور الوسيط الأفريقي بين دولتي السودان ثابو مبيكي الخرطوم وجوبا في غضون يومين لتقريب مواقفهما في شأن منطقة ابيي المتنازع عليها بينهما، بينما تتنافس الولاياتالمتحدة وروسيا على تبني اقتراحات تدعو إلى تقسيم المنطقة بين الطرفين، وأخرى تنادي بإجراء استفتاء لتحديد مستقبلها. ويقف مبيكي خلال محادثاته مع الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميادريت على تنفيذ اتفاق أديس ابابا الذي وقعاه أخيراً، قبل طرح تقريره أمام مجلس السلم والامن الافريقي الأحد المقبل. كما سيناقش معهما إعادة انتشار قواتهما بعيداً من حدودهما لإنشاء منطقة عازلة عمقها 10 كيلومترات على جانبي الحدود. ويخاطب سلفاكير اليوم برلمان الجنوب مطالباً بإقرار الاتفاق الذي يجد معارضة محدودة في الدولتين خصوصاً ما يتصل باتفاق الترتيبات الأمنية واتفاق الحريات الأربع (الحركة والتنقل والإقامة والتملك). ووصف رئيس وفد جنوب السودان المفاوض باقان أموم الأصوات المنتقدة للاتفاق في بلاده بأنها «مضللة وتجهل ما تضمنه الاتفاق»، مشيراً إلى أن «مدة الاتفاق ثلاث سنوات ونصف السنة، ولكلا الطرفين الحق في نقضه وتجميده بعد مضي شهرين متى ما شعر بأن الاتفاق لا يتسق مع مصالحه». وكشفت مصادر تحركات ديبلوماسية روسية لتسويق اقتراح تقسيم منطقة أبيي بين دولتي السودان وجنوب السودان بعدما وافقت عليه الخرطوم، وأكدت أن تحركاً مماثلاً تقوم به واشنطن في اتجاه تبني اقتراح الوساطة الأفريقية إجراء استفتاء لتحديد مستقبل المنطقة وفق شروط محددة وافق عليها جنوب السودان ورفضها السودان، ما أدى الى تعليق مصير المنطقة خلال جولة المفاوضات. من جهة أخرى، حظرت السلطات السودانية أكثر من 20 عنواناً من كتب ومطبوعات لكتاب سودانيين وغير سودانيين ومنعت طرحها في معرض الخرطوم الدولي للكتاب، بينها مؤلفات الأديب السوداني الشاب عبدالعزيز بركة ساكن وامتدت قوائم الحظر لتشمل نحو 15 عنواناً من قائمة «مكتبة مدبولي» المصرية أبرزها «تحولات الإخوان المسلمين» لحسام تمام و «دارفور العاصفة السوداء» لأحمد سعد. وشمل الحظر أيضاً كتباً تخص «دار عزة للنشر» السودانية مثل «مراجعات إسلامية» لحيدر إبراهيم و «الخندق» لفتحي الضو و «الفكر الإسلامي والمرأة» لعمر القراي و «مذكرات من جنوب أفريقيا» لكامل إبراهيم حسن. وغالبية من حظرت كتبهم تصنفهم السلطة باعتبارهم من معارضيها. ووصف مدير «دار عزة» نور الهدى محمد ما يحدث ب «محاكم التفتيش في القرن الحادي والعشرين». ورأى أن «لا معنى للمنع لأن لا أحد في البلاد يمتلك حق تحديد ما يصلح للنشر أو ما لا يصلح». ومن مؤلفات ساكن التي احتجزت رواية «مسيح دارفور» التي تتناول الحرب في الاقليم و «الخندريس» عن تسمم اطفال الشوارع و «الجنقو مسامير الارض» عن العمال في المشاريع الزراعية في شرق السودان. واعتبر بركة حظر رواياته موقفاً سياسياً «فهم لا يريدون أن أكتب شيئاً ذا قيمة»، مشيراً إلى أنه «مستهدف من جهات عدة سياسية وعنصرية وأدبية». لكن الأمين العام للمجلس الاتحادي للمصنفات الأدبية والفنية هالة قاسم نفت مصادرة أي كتاب لبركة ساكن في المعرض سوى كتاب «الجنقو مسامير الأرض» لأنه «رفض من قبل اللجنة التي كلفت بمراجعته» من دون أن توضح أسباب الرفض. ورأت مدير معرض الخرطوم فاطمة محمد حمدون أن الدورة الحالية «تشهد نجاحاً متزايداً رغم ظروف استثنائية تمر بها البلاد مثل إجراءات التقشف الحكومية».