استفحلت ظاهرة الاكتئاب بين التونسيين، اذ بلغت نسبة الذين يعانون منه أكثر من 40 في المئة. وأوردت بيانات إحصائية وُزعت على هامش ندوة عُقدت في مدينة المنستيرالتونسية حول «الاكتئاب أزمة عالمية: من أجل سدّ الثغرات في الصحة النفسية»، أن النسبة المذكورة مُرشحة للارتفاع بعد ثورة 14 كانون الثاني (يناير) التي أطاحت نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي. وأرجعت هذه التوقعات إلى احتدام الصراعات السياسية، والتشنج الناتج من متابعة الأخبار التي تبثّها وسائل الإعلام المرتبطة بالتجاذبات وحال الاحتقان التي تعيشها البلاد حالياً. ولفت الباحث شمس الدين باشا الى أن المعدل العام للاكتئاب عند التونسيين هو في حدود 40 في المئة، «لكن من المرجح أن تكون هذه النسبة ارتفعت بعد الثورة». وعزا توقعاته إلى وجود ظروف اجتماعية «تؤثر في الصحة العامة للمواطن وتولّد صراعات نفسية وتوتراً»، مضيفاً أن الوضعية بعد الثورة هي عامل من عوامل إثارة الاكتئاب. ولفت إلى وجود علامات دالة على ارتفاع نسبة الاكتئاب في تونس بعد الثورة، منها ارتفاع نسبة حوادث السير وتصاعد معدّلات الانتحار والطلاق والإدمان على الكحول وتعاطي المواد المخدرة. ويُقدّر عدد المصابين بالاكتئاب في العالم، بنحو 350 مليون شخص، فيما تشير الدراسات إلى أنه يمكن 70 في المئة من السكان في العالم أن يصابوا بالاكتئاب مرة واحدة على الأقل، لكن يلجأ 10 في المئة فقط منهم إلى العلاج الطبي.