سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
توتر العلاقة الزوجية... يؤثر سلبا على الرغبة الجنسية عند النساء !! معالجة الاضطرابات تشمل التثقيف وتغيير المعتقدات الخاطئة حول المعاشرة والجوانب السلوكية
يعد النشاط الجنسي عند النساء في الواقع متعدد العوامل حيث إنه يشتمل على عوامل بيولوجية ونفسية واجتماعية وسياقية. وكما هو الأمر عند الرجل فان الاستجابة الجنسية الأنثوية ظاهرة متعددة الأجهزة تعتمد تماماً على سلامة الجهاز الوعائي والعصبي والهرموني والمناعي. وهي تشمل ايضاً المكونات البنيوية لمختلف النسج وتتأثر بعوامل نفسية بالعلاقة الزوجية. وقد أظهرت الاختبارات الحديثة انه عكس المعتقد القديم فقد يكون من الممكن لدى النساء تحريض الرغبة الجنسية المفقودة أصلاً بالتهيج الجنسي مع انه غالباً ما تحدث الإثارة الجنسية والرغبة معاً ويفرز كل منهما الآخر. غير أن التهيج الجنسي يمكن أن يثير الرغبة النفسية مع تأثير قليل في الاستجابات الجسدية مثل الاحتقان التناسلي بوجود المنبه الجنسي وحتى المنبهات غير الجنسية مثل مشاعر العافية والألفة العاطفية والرغبة في إرضاء الشريك. يمكن أن تصبح المرأة مستعدة للقيام في المجانسة وتشعر برغبة جنسية متأصلة حتى عندما تكون هذه الرغبة غائبة في البداية. ورغم أن الاضطرابات الجنسية عند النساء قد لاقت إهمالا مهماً من قبل الخبراء في الماضي إلا أنها استرعت انتباهاً عميقاً في الحاضر لأهميتها في ارتفاع نسبتها وأهميتها بالنسبة الى نجاح التواصل الجنسي فكرست لها المقالات واختبارات العالمية المتعددة والندوات والمؤتمرات الطبية التي ناقشت بإسهاب أسبابها وأعراضها وتشخيصها ومعالجتها. يقسم خلل الأداء الجنسي عند الأنثى الى خمس فئات عامة: 1- فقدان الاهتمام الجنسي. 2- اضطرابات الإثارة أو التهيج الجنسي. 3- الصعوبة المستمرة في بلوغ النشوة. 4- الألم المهبلي والتناسلي أثناء الجماع. تبدي مراجعة الأدب الطبي فيما يتعلق بالأوجه المختلفة لخلل الأداء الجنسي عند الأنثى وقوعاً عالمياً لظاهرة أو أكثر بمعدل 25% الى 63%. ويتراوح نقص الاهتمام الجنسي عند النساء ما بين 33% في الولاياتالمتحدة والسويد وحوالي 17% في المملكة المتحدة بينما تتراوح نسبة نقص الرغبة الجنسية ما بين 8% في فرنسا وحوالي 35% في فنلندا مع نقص في المستوى العالمي ما بين 10% و51%. وبالنسبة الى الإثارة الجنسية فقد كانت نسبة خللها حوالي 16% عند النساء اللاتي تراوحت أعمارهن ما بين 55و 57سنة في أيسلندا. وفي عدة اختبارات عالمية على آلاف النساء تراوحت أعمارهن بين 40و 80سنة أظهرت النتائج أن أكثر الاضطرابات الجنسية شيوعاً هي فقدان الاهتمام بالجنس ونقص الرغبة الجنسية لدى 26% و43% والعجز عن بلوغ النشوة لدى 18% الى 41% والخلل في الاثارة الجنسية بنسبة حوالي 22% والألم أثناء الممارسة الجنسية بمعدل حوالي 13%. وقد زادت نسبة تلك الاضطرابات الجنسية مع تقدم العمر وبلوغ سن اليأس. وبناءً على مجمل الإحصائيات والاختبارات فان معدل المشاكل الجنسية عند النساء هي في حدود 43% مقابل 21% لدى الرجال. هرمونية او عصبية وبالنسبة الى المسببات فانها متعددة ومختلطة عادة وقد تكون هرمونية او عصبية ان نفسية او بنيوية او بولية انسانية او وعائية او وراثية أو توليفة من كل أو بعض تلك العوامل. وتشتمل أكثر الاسباب شيوعاً لنقص الرغبة الجنسية والاثارة عند النساء على تقدم السن والاكتئاب والقلق وتوتر العلاقة الزوجية والامراض الحادة والمزمنة ونقص في الهرمونات الذكرية او الانثوية او كليهما وتناول بعض العقاقير، ومن ابرز تلك الاسباب خصوصاً بعد تجاوز سن اليأس التغييرات الهرمونية مع نقص في مستوى الهرمون الانثوي والهرمون الذكري مما يؤدي الى تغيرات في التشريح التناسلي والاستجابة الجنسية. وكما أن هنالك حالة هرمونية اخرى تدعى فرط هرمون البرولكتين في الدم (هرمون الحليب كما يدعى بالعامية) المفروز من الغدة النخامية والذي قد يسبب الاضطرابات الجنسية وفقدان الرغبة والعقم عند النساء. وتشمل الاسباب الأخرى آفات في الأعضاء البولية والتناسلية وأمراضا اخرى كداء السكري والتهاب المفاصل والادمان على الكحول والجراحة الحوضية واصابات وامراض الدماغ والنخاع الشوكي والأمراض العصبية (داء التصلب المتعدد والأمراض القلبية والوعائية وفرط الضغط الدموي وغيرها التي قد تساهم في تسبب الاضطرابات الجنسية. وقد أبرزت دراسة حديثة عن علاقة خلل الأداء الجنسي الانثوي وحالة مرضية تدعى المتلازمة الاستقلابية التي تتصف بتراكم الدهن في أسفل البطن وانخفاض الكولسترول الجيد وارتفاع ثلاثيات الغليسيريد وداء السكري وارتفاع ضغط الدم ومقاومة الجسم للأنسولين. واما بالنسبة الى العوامل النفسية فهي متعددة وتشمل الكرب والقلق والاكتئاب والانهاك الجنسي والتعب والادمان على المخدرات ونقص الاعتداد بالذات والنفور الذاتي لصورة الجسد ومشاكل الهوية والاضطرابات الشخصية والمشاكل الزوجية والنفور من الزوج وكرهه ونبذه جسدياً وفكرياً. ومن الأسباب الأخرى المهمة التاريخ الشخصي كالتعرض للاغتصاب في الماضي وحالة اليأس من أنانية الزوج او خيانته لها او عدم اكتراثه بمتطلباتها الحيوية والمادية والجنسية. وأما أسباب المجانسة المؤلمة فقد تعود الى التهابات وآفات، أورام في الأعضاء التناسلية والمهبل والشفرين ونقص في مستوى الهرمونات الانثوية مع جفاف غشاوة المهبل وضموره او المعالجة الاشعاعية والاعتلال العصبي ومتلازمة الالم الحوضي المزمن وتقلص عضلات الحوض وغيرها. الأساليب التشخيصية وفي ضوء تعقيد وتعدد الأسباب المتشابكة التي تسبب خلل الأداء الجنسي عند النساء يفضل أن تشمل الأساليب التشخيصية والعلاجية فريقاً من الاخصائيين بما في ذلك اخصائي المسالك البولية والتناسلية واخصائي في الأمراض النسائية وأمراض الغدد الصماء واخصائي في الأمراض النفسية وناصح في شؤون الزواج. ويقوم التشخيص في الحصول على تاريخ طبي وجنسي ونفسي واجتماعي وحول العلاقات الزوجية لكل من تلك النساء مع القيام بفحص طبي شامل مع التركيز على الاعضاء التناسلية والبولية والعصبية. ويتم قياس مستوى الهرمونات الانثوية والذكرية والهرمونات النخامية ومنها البرولكتين في الدم واجراء بعض التحاليل المخبرية على الافرازات المهبلية وزرعتها والقيام بالأشعة فوق الصوتية على الحوض والأعضاء التناسلية. المعالجة تقوم المعالجة حسبا لمسببات وتشمل الهرمونات الانثوية والذكرية في حال نقصها ومواجهة الأسباب الكلية للمعالجة الجنسية واشكال التغيير في نمط الحياة وتصحيح العلاقات الزوجية واحياناً استعمال الجراحة لاستئصال الآفات التناسلية او المعالجة النفسية. والتثقيف الطبي وتبرير المعتقدات الخاطئة حول الجنس والمعالجة السلوكية. واما بالنسبة الى المعالجة الدوائية غير الهرمونية فان استعمال عقار فياغرا لم يعط النتائج المرغوبة والمماثلة لنجاحه عند الرجال الا في القليل من الاختبارات. وقد اعطى عقار البوبروبيون نتائج أولية مشجعة في معالجة نقص الرغبة الجنسية والاثارة غير المرتبطتين بالاكتئاب وغياب النشوة لاسيما في حالات الاضطراب الجنسي الناتج عن استعمال مضادات الاكتئاب الأخرى كما ان استعمال عقار كابرغونلين أدى الى بعض النتائج الايجابية في بعض الدراسات. وقد نجحت المعالجة الهرمونية باستعمال لهرمون الانثوي انفرادياً او مع خلطة بالهرمون الذكري بواسطة لصقات جلدية أو مهبلية في حالات نقص مستوى تلك الهرمونات في الدم خصوصاً بعد سن اليأس. وقد استعمل ايضاً هرمون D H E A المفروز من الكظر في زيادة الرغبة الجنسية والتهيج لدى بعض النساء المصابات بالقصور الكظري. وكان نجاح عقاري الكبرغولين والبروموكربتين ملحوظاً في حالات فرط هرمون البرولكتين في الدم مع استعادة الرغبة الجنسية والاثارة وبلوغ النشوة. وقد استعملت ايضاً عدة وسائل اخرى كجهاز المعالجة البظرية أيروس EROS الموضوع على البظر في معالجة خلل الأداء الجنسي لدى الانثى الناجم عن نقص جريان الدم في البظر والمهبل مع نتائج أولية مشجعة. واظهرت دراسة أولية مزدوجة التعمية تحسناً هاماً في التهيج الجنسي والرغبة والمتعة والاشباع والاحساس التناسلي والقدرة على بلوغ النشوة لدى عشرة نساء طبقن تمسيداً بزيت نباتي يدعى زيسترا Zestra الموضوع على الفرج والبظر وظاهر المهبل. وتقوم معالجة المجانسة المؤلمة على المعالجة النفسية التمسيد الحوضي وتدريبات الاسترخاء والتلقيم الحيوي الراجع في حال حصول تشنج عضلات المهبل وعلى المضادات الحيوية أو الاستئصال الجراحي للآفات التي تصيب المهبل وعنق الرحم والشفرين والدهليز.