انتقد رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان مجلس الأمن لعجزه في مواجهة الأزمة السورية مع احتدام الحرب في أنحاء البلاد، قائلاً إن المجلس الذي يضم القوى العالمية الكبرى يكرر الأخطاء التي أدت إلى مذابح البوسنة في التسعينات من القرن الماضي، فيما أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن «تركيا سترد من دون تردد على أي انتهاك سوري لحدودها». وتقود تركيا الدعوات المنادية بالتدخل في سورية بما في ذلك فرض مناطق حظر جوي باستخدام طائرات أجنبية لوقف الغارات الجوية التي يشنها النظام السوري. ويزداد انخراط تركيا في الأزمة بعدما اعترضت أنقرة طائرة مدنية سورية تحمل ما قالت إنها ذخيرة روسية الصنع للجيش السوري ما أغضب موسكو ودمشق. لكن، لا توجد فرصة تذكر لأن تدعم الأممالمتحدة تحركاً قوياً نظراً إلى معارضة روسيا والصين، العضوين الدائمين في مجلس الأمن اللذين يتمتعان بحق النقض (الفيتو). وقال أردوغان في مؤتمر في اسطنبول حضرته شخصيات كثيرة بينها الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، إن «مجلس الأمن لم يتدخل في المأساة الإنسانية المستمرة في سورية منذ 20 شهراً على رغم جهودنا جميعاً. هناك اتجاه يشجع ويعطي الضوء الأخضر ل (الرئيس السوري بشار) الأسد كي يقتل عشرات أو مئات الأشخاص كل يوم». وشدد العربي على «ضرورة اتحاد دول مجلس الأمن لوقف العنف في سورية»، لافتاً إلى أنه «كلما أتى قرار دولي لتغيير الوضع اعترضه حق النقض». ورأى في كلمة له خلال الجلسة النقاشية التي تجرى ضمن دورة منتدى اسطنبول العالمي، أن «السلام يتم من خلال عدم السماح للممارسات الأحادية»، لافتاً إلى أن «التخلص من حق النقض هو حلم محض خيال، ولا بد أن يكون هناك تعديل يوضح كيفية الخروج من هذا الوضع»، مشيراً إلى أن «ما نحتاجه هو اقتراح متواضع ومحاولة لتقييد مدى استخدام وممارسة حق النقض، ولا بد من قيود عليه من خلال تعديلات». وإذ شدد على أن «هناك أموراً خارج حق النقض»، أكد أن «سوء استخدام الفيتو يمنع الحل في سورية ولا بد من أن نأخذ الموضوع بجدية ونصل إلى جوهر الأمر وضمان أن الفيتو الذي جمد إرادة الغالبية لن يستمر». ومن المتوقع أن يلتقي وزير الخارجية التركي بمبعوث الأممالمتحدة الخاص الأخضر الإبراهيمي على هامش مؤتمر اسطنبول في وقت لاحق. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعلن الأسبوع الماضي أن الإبراهيمي سيزور سورية قريباً لمحاولة إقناع الأسد بالدعوة لوقف فوري لإطلاق النار، فيما أعلن مسؤول عراقي أن الإبراهيمي سيزور بغداد غداً الإثنين للبحث في الأزمة السورية مع المسؤولين العراقيين، كما أفادت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء بأن «الإبراهيمي سيزور طهران الأحد».