لجأ نحو 30 ألف شخص، بينهم عدد كبير من العائلات، إلى المدينة الجامعية في حلب (شمال سورية) التي تشهد معارك يومية منذ نحو ثلاثة اشهر، وفق ما أعلن مسؤول في المدينة الجامعية. وقال المسؤول الذي رفض كشف اسمه: «هرب نحو 30 ألف شخص من الاشتباكات في الأحياء التي يقيمون فيها وتوزعوا على 18 من الوحدات العشرين في المدينة الجامعية»، بينما يشغل الوحدتين المتبقيتين طلاب عرب يتابعون دروسهم في الجامعة على رغم أعمال العنف، وممرضات في المستشفى الجامعي بالمدينة. وأعربت غالبية اللاجئين التي تحدثت إليها وكالة «فرانس برس» عن قلقها من اقتراب فصل الشتاء، لا سيما أن زجاج غالبية الغرف في المدينة الجامعية محطمة، إضافة إلى أن هذه الوحدات الجامعية ليست مؤهلة لاستقبال هذا العدد من الأشخاص. وتقع المدينة الجامعية في حي الفرقان في الجزء الغربي من كبرى مدن شمال سورية، وهو قسم هادئ نسبياً مقارنة مع أجزاء أخرى من المدينة، تشهد اشتباكات يومية بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين. وتستضيف غرف مهاجع الطلاب، حيث من المفترض أن يقيم شخصان على الأكثر، عائلة أو اثنتين يتراوح مجموع أفزادهما بين خمسة وسبعة أشخاص، تحاولان العيش على رغم ظروف الإقامة الصعبة، وفق ما أفاد المراسل. ويقيم حسام (28 عاماً) منذ أكثر من شهرين مع زوجته وأولادهما الثلاثة ووالدته، بعدما هربوا من مكان إقامتهم في حي سيف الدولة (جنوب غرب)، حيث يملك متجراً استهلاكياً صغيراً. وفي غرفة صغيرة زجاجها محطم مجهزة بسريرين صغيرين ووضعت على أرضها بعض الأغطية، يقول حسام: «في الأيام الأولى أقمنا في فندق، لكن الأكيد أنه كان مكلفاً جداً. قدمنا إلى هنا بعدما أنففت غالبية مدخراتي». ويسأل حسام «كيف لنا أن نتصرف مع قرب موسم الشتاء؟ لن يذهب الأولاد إلى المدرسة ووضعنا صعب جداً هنا». وتشهد حلب، كبرى مدن شمال سورية، معارك يومية منذ ثلاثة أشهر بعدما بقيت لفترة طويلة في منأى عن النزاع المستمر في البلاد منذ 19 شهراً، وحصد أكثر من 33 ألف شخص وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأدى النزاع إلى لجوء أكثر من 300 ألف سوري إلى دول الجوار، وفق المفوضية العليا للاجئين في الأممالمتحدة التي تتوقع ارتفاع عددهم إلى أكثر من 700 ألف مع نهاية السنة الحالية. ومع اقتراب فصل الشتاء، تتخوف الأممالمتحدة من تداعيات النقص المستمر في الأموال لإغاثة القسم الأكبر من اللاجئين السوريين، وكذلك لإغاثة السكان الأكثر عرضة للخطر والنازحين داخل سورية.