استمرت المواجهات بين الجيش النظامي السوري وقوات المعارضة في مرتفعات الجولان، وتحديداً في المناطق المحيطة بمعبر القنيطرة الذي سقط في أيدي عناصر «جبهة النصرة» وتنظيمات أخرى، في وقت تُجري الأممالمتحدة مفاوضات مع مسلحي المعارضة للإفراج عن أكثر من 40 جندياً فيجياً من قوة مراقبة فض الاشتباك في الجولان (أندوف) يحتجزهم فرع «القاعدة» السوري. وجدد مجلس الأمن الدعوة الى إطلاق الجنود الفيجيين من دون شروط ودان احتجازهم «من قبل مجموعة مصنفة على أنها إرهابية»، علماً بأن من بين مطالب «جبهة النصرة» للإفراج عنهم، حذفها من لائحة الأممالمتحدة للمنظمات الإرهابية. واستمع المجلس إلى إحاطة من مدير قسم عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة إيرفيه لادسوس في جلسة مغلقة، أصدر بعدها بياناً بالإجماع قرأته السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة التي ترأس مجلس الأمن للشهر الحالي. وشدد البيان على «ضرورة إطلاق سراح جنود أندوف فوراً ومن دون شروط»، ودعا «كل الأطراف الى التعاون الكامل في قوة أندوف واحترام ولايتها وسلامتها وأمن عناصرها». وشدد المجلس في بيانه على ضرورة «إخلاء كل مواقع أندوف والإفراج عن معداتها المحتجزة» وعلى ضرورة قيامها بمهمتها بحرية ومن دون معوقات. وأوضح لادسوس أن «الجهود مستمرة لإطلاق جنود الوحدة الفيجية، وفي الوقت نفسه نعمل على تعزيز قواعد الاشتباك وتأمين حماية أكبر للجنود لضمان سلامتهم، وهو ما يتضمن خفض عدد الدوريات وإغلاق بعض المواقع موقتاً». وعن الوضع الميداني، قال لادسوس إن «عدداً كبيراً من المسلحين بدأوا عملية عسكرية في منطقة الفصل الأسبوع الماضي وسيطروا على بعض مواقعنا وخطوط عملنا واحتجزوا 45 عنصراً فيجياً، وهم لا يزالون محتجزين». وعما إن كانت «جبهة النصرة» هي المجموعة المسلحة الوحيدة في منطقة الفصل في الجولان، قال إن «7 مجموعات على الأقل منتشرة هناك». وفي دمشق، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، أن الرئيس بشار الأسد استقبل رئيس لجنة تنمية العلاقات الاقتصادية الإيرانية- السورية رستم قاسمي. ونقلت الوكالة عن الأسد تشديده «على أن الشعب السوري يرحب باستعداد إيران للمساهمة في ملف إعادة الإعمار» في سورية، و «يُقدّر عالياً الجمهورية الإيرانية لوقوفها مع سورية في مواجهة المخططات التي تستهدف شعوب المنطقة ومصالحها المشتركة». أما قاسمي، فقد أشاد -وفق الوكالة السورية- ب «الدور الريادي» لدمشق «في محور المقاومة»، مؤكداً حرص طهران «على العمل مع سورية لتعزيز مقومات صمودها». أمنياً، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن طائرات النظام السوري قصفت حافلة تنقل ركاباً من دير الزور (شرق) إلى دمشق وتسببت بمقتل 16 شخصاً من ركابها بينهم 10 أطفال دون العاشرة من أعمارهم. لكن وكالة الأنباء السورية نقلت عن مصدر في محافظة ديرالزور قوله إن «إرهابيين من عصابات «داعش» اعترضوا حافلة للركاب في منطقة الشولا بريف المحافظة وارتكبوا مجزرة بركابها راح ضحيتها 15 مواطناً من أبناء قريتي أبو حمام والطيانة معظمهم نساء وأطفال». كما أشارت الوكالة الرسمية إلى مقتل خمسة مواطنين وإصابة تسعة آخرين في «اعتداء إرهابي على حافلة لنقل الركاب على طريق داما- عريقة على الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء صباح اليوم (أمس)». ونقلت عن شيخ عقل الطائفة الدرزية في سورية الشيخ حكمت الهجري إدانته «الاعتداء الإرهابي الجبان» على حافلة الركاب، معتبراً أنه «يعبّر عن هوية الإرهاب والفكر... التكفيري الذي لا يعرف إلا لغة الدم والقتل والإجرام». وفي وقت أفيد بأن طائرات النظام شنت مزيداً من الغارات على حي جوبر شرق دمشق، أعلنت وسائل الإعلام الحكومية إصابة أربعة أشخاص بينهم طفل بسقوط قذيفة هاون على حي الميدان السكني في العاصمة السورية.