اتهمت موسكوأنقرة يوم الخميس بتعريض أرواح مواطنين روس للخطر حين أجبرت طائرات نفاثة حربية تركية طائرة ركاب سورية مسافرة من العاصمة الروسية الى دمشق على الهبوط. ونفى مصدر في وكالة تصدير السلاح في روسيا وجود أسلحة على متن طائرة الركاب السورية. واعترضت طائرات حربية تركية طريق الطائرة الايرباص ايه-320 المتجهة الى دمشق وكانت تقل نحو 30 راكبا من موسكو وأجبرتها على الهبوط في مطار أنقرة ليل الاربعاء بعد ان قالت تركيا انها تلقت معلومات بأنها تحمل امدادات عسكرية. وتمت مصادرة جزء من شحنة الطائرة في تركيا قبل السماح لها باستكمال رحلتها. ولم تكشف تفاصيل عن طبيعة الاشياء التي صودرت. وقال فياشيسلاف دافيدنكو المتحدث باسم (روسوبورون اكسبورت) التي تحتكر تصدير السلاح في روسيا "ليس لدينا شحنة على هذه الطائرة. نسلم أسلحتنا دائما مع الالتزام الكامل بالاعراف الدولية." واستطرد "ارسال اسلحة على متن طائرة ركاب ينتهك كل قانون قائم بشأن تصدير السلاح." وروسيا هي من أكبر حلفاء الرئيس السوري بشار الاسد واستخدمت حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة قرارات في مجلس الامن التابع للامم المتحدة كان القصد منها اهالة الضغوط على الاسد كما باعت العام الماضي لقواته اسلحة بلغت قيمتها مليار دولار. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم ان روسيا طلبت تفسيرا من السلطات التركية بشأن احتجاز الطائرة وكان على متنها مواطنون روس. وقالت الوزارة إن السلطات التركية رفضت السماح لموظفين دبلوماسيين روس بالاتصال بما يصل الى 17 مواطنا روسيا كانوا على متن الطائرة خلال فترة ثماني ساعات احتجزت خلالها الطائرة للاشتباه في انها تحمل معدات عسكرية. وجاء في بيان للخارجية "الجانب الروسي يصر على توضيح أسباب هذه الافعال من جانب السلطات التركية." وقال ان الحادث "عرض أرواح وسلامة الركاب للخطر." وقال البيان أيضا إن الركاب الروس لم يزودوا باي طعام ولم يسمح لهم بدخول صالة العابرين في المطار وسمح لهم فقط بالنزول من الطائرة والبقاء لفترة من الوقت حولها. وأعلن مسؤول في وزارة الخارجية التركية إن بلاده لم تتلق طلب استفسار رسميا من روسيا بشأن اعتراضها طائرة سورية في طريقها من موسكو الى دمشق وعلى متنها ركاب روس. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن يلينا كارا سال وهي مسؤولة كبيرة في القنصلية الروسية ان الشحنة التي ضبطتها السلطات التركية ليست روسية المنشأ. وقالت "في الوقت الراهن لا يدور نقاش حول ان الشحنة روسية المنشأ. العاملون في القنصلية سيتصلون بالسلطات المحلية في غضون يوم للحصول على تفسير للتفاصيل." وقال مصدر في وكالة تصدير السلاح إن روسيا لم توقف صادرات السلاح لدمشق على الرغم من صدور اشارات متضاربة من جانب موسكو بشأن ما اذا كانت قد استمرت في امداد دمشق بالسلاح بعد تصاعد العنف بين مقاتلي المعارضة وقوات الاسد. وقال المصدر "اذا اردنا ان نرسل اي معدات فنية عسكرية او اسلحة سيتم هذا بالطريقة الصحيحة وليس من خلال اي سبل غير مشروعة وبالقطع ليس في طائرة مدنية." وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يونيو حزيران ان روسيا لا ترسل اسلحة الى سوريا يمكن ان تستخدم في الصراع المدني. وفي يناير كانون الثاني اوقفت في قبرص سفينة تشغلها روسيا كانت تحمل ذخيرة لتفتيشها. ووصلت السفينة الى سوريا بالشحنة التي عليها بعد أيام بعد ان وعدت بأن تكون وجهتها تركيا لا سوريا.