لفت أيمن سلامة الأنظار إليه قبل فترة كمؤلف واعد، يمتلك أدواته الفنية في شكل جيد، ولديه قدرة متطورة على طرح الكثير من القضايا والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية، وتضمينها في أحداث أعماله، كما الحال في «ليالى» من بطولة زينة، و«قضية صفية» لمي عز الدين، و«امرأة في ورطة» لإلهام شاهين، وأخيراً «مع سبق الاصرار» لغادة عبدالرازق، الذي عرض في رمضان الماضي، وحقق نجاحاً كبيراً على المستويين الجماهيري والنقدي، وكان بمثابة شهادة ميلاد فنية جديدة لبطلته بعد ان تمّ حصرها في أدوار الفتاة الشعبية طوال السنوات الأخيرة. طاقات كامنة يقول أيمن سلامة ل «الحياة» إنه توقّع لمسلسله «مع سبق الاصرار» نسبة مشاهدة عالية ونجاحاً كبيراً، مؤكداً ان ثقته «مرجعها أن الجمهور حالياً يريد اعمالاً تغوص في النفس البشرية، وتتحدث عن المشاعر الإنسانية بعيداً من دراما السياسة ورجال الأعمال والفساد والصفقات». ويؤكد سلامة أنه لم يتخوف من كون أدوار الفتاة الشعبية قد اقترنت بغادة، مضيفاً: «أنا أعرف قدراتها جيداً، وأعرف حرصها على عملها منذ تعاونّا معاً في مسلسل إذاعي «درب الأربعين» قبل أربعة أعوام. إنها ممثلة قوية جداً، وتمتلك موهبة وطاقة جبارة، وكانت تحتاج إلى من يبرز موهبتها من خلال مواقف درامية مصنوعة جيداً». ويشير إلى أنه تعمد استخدام ألفاظ وجمل خارجة على لسان أبطال مسلسله «قصدت كل كلمة بما فيها السباب والشتائم، لأوضح حال المجتمع. فنحن نستخدم هذه الألفاظ حالياً في البيوت والنوادي والمكاتب والمجتمع، وأصبحت لغة معتادة وهذا أمر خطير، فكان علينا أن نلقي عليها الضوء لكي ينتقدها الناس، ويبدأ كل إنسان بنفسه». وعما إذا كان ينزعج من اتهام البعض له بأنه «مؤلف تفصيل»، خصوصاً أنه يحضّر مع غادة والمخرج نفسه وجهة الانتاج لمسلسل جديد عنوانه «حكاية حياة» يقول: «لا يزعجني هذا الأمر، خصوصاً أن معظم كتاب الدراما عبر التاريخ كتبوا خصيصاً لأبطالهم، وأذكر منهم صلاح جاهين الذي كان يكتب لسعاد حسني، وعبدالرحيم الزرقاني لفاتن حمامة، وأرى أن الشللية الفنية مثمرة، شريطة ألا تزيد على عامين أو ثلاثة، لأن من حق كل طرف أن يغير من أفكاره ويلتقي بآخرين». حماسة ويتحمس سلامة للعمل مع مخرجين شباب «لأنهم أكثر انفتاحاً على العالم، وأكثر أخذاً بوسائل التكنولوجيا والتعامل مع الأجهزة الحديثة من كاميرات وأدوات تصوير وتوليف ومكساج وغيرها. ومع احترامي للجيل السابق وهو جيل أساتذة، أرى أنه توقف عن البحث. والدليل على كلامي أن دراما 2012 تفوّق فيها المخرجون الشباب أحمد نادر جلال ومحمد سامي ومحمد بكير وأحمد شفيق ورامي إمام وشادي الفخراني، كما تفوّق فيها أيضاً الممثلون والمؤلفون الشباب». ويطالب سلامة بموسم درامي آخر بعيداً من رمضان «لأن التركيز على رمضان فقط يتحول إلى تكسير عظام وزحام وعدم مشاهدة. ولو حدث تقسيم للمسلسلات على مدار العام ستحدث مشاهدة كبيرة جداً في كل القطاعات». ويرى سلامة أن الدراما التركية بمثابة موضة وستنتهي مثلما حدث من قبل مع موضة الأفلام الهندية، والأميركية الخاصة بالكاراتيه وغيرها: «نجاح المسلسلات التركية يعود في الأساس إلى دبلجتها، أي إلينا نحن العرب وتحديداً السوريين منا، فهم سرّ نجاحها، وأتحدى أي قناة أن تعرض مسلسلاً تركياً غير مدبلج بالعربية، اي أن يعرض باللغة التركية مترجماً أسفل الشاشة». ويعلن سلامة خشيته من هجوم التيارات الدينية على الفن والفنانين قائلاً: «هناك تيارات متشددة ترى أن الفن رجس من عمل الشيطان، في المقابل هناك تيارات إسلامية مستنيرة ترى أن الفن ضرورة للمجتمع، لكن التيارات المتشددة لا تقبل النقاش وهذا أخطر شيء على الإسلام لأنه يعطي صورة قاتمة عن المسلمين في العالم كله». ولا يخفي الكاتب تعمده تمحور أعماله حول قضايا المرأة، لأن «المرأة في مجتمعاتنا العربية تحتاج إلى كثير من التفسير، لأن سنوات الكبت التي عاشتها جعلت في داخلها تناقضات كثيرة وهموماً وأحزاناً وطموحات، وهي مادة خصبة لخلق دراما تعبّر عن المجتمع».