توّجت فتاة في ال18 من عمرها بلقب «سيدة الأخلاق» مساء أول من أمس، بحضور 500 سيدة سعودية وأجنبية، شاركن في اختيار الفائزة الأولى، ووصيفتيها. واعتلت مرام آل سيف منصة التتويج في صالة «الملك عبدالله الوطنية»، لتتوج باللقب، بينما وقع الاختيار على فاطمة العباد وفاطمة البيك «وصيفتين». وشارك في المسابقة 285 فتاة خضعن لمراحل تصفية عدة ليستقر العدد على 10 منهن. وقالت مرام، وهي طالبة في الصف الثالث الثانوي: «كل ما أحلم به أن أترك بصمة في مجتمعي، وأحدث تغييراً يخدمه، وأريد من خلال دراستي أن أمثل ديني ووطني، كي أثبت للعالم أن الإسلام لا يشكل حاجزاً للتقدم في العلم، بل هو منبعه، وأسعى لتقديم أبحاث وابتكارات علمية». وعن المشروع الذي قدمته مرام للمسابقة قالت ل«الحياة»: «قدمت مشروعاً عن لجنة لصقل مواهب ذوي الاحتياجات الخاصة منذ الصغر، ومتابعتهم لاحقاً في المراحل العمرية المختلفة لتنمية تلك المواهب والقدرات خلال السنوات الدراسية، وللإفادة منها في الحياة المهنية من خلال درس الفرص المتاحة لهذه الفئة في سوق العمل، وتهيئتهم من خلال المركز للحصول على هذه الفرص مستقبلاً». وتقاسمت كفاية الأسود (والدة مرام) الفرحة مع ابنتها قائلة: «ليس هناك أجمل من أن ترى الفرحة بالإنجاز في عين فلذة كبدك، بينما منافساتها يهنئنها بفوزها عليهن، وجميعهن في الواقع فائزات»، مضيفة: «لم أر خيبة الأمل على وجوه من لم يحالفهن الحظ، فالوصول إلى نهاية مراحل المسابقة يعتبر فوزاً والدخول ضمن مسارات عدة تتعلم من خلالها الفتاة عدداً من المهارات يعتبر إنجازاً». وأثنت الأسود على وجود جهة «تتبنى توجيه بناتنا وتحفيزهن، وتأخذ على عاتقها ذلك إلى النهاية، وأملنا أن يستمر ذلك ونواصل الإنجاز للأجيال المقبلة». بدورها، قالت المدير التنفيذي للمسابقة خضراء المبارك في تصريح إلى «الحياة»: «استطاعت المسابقة في نسختها الخامسة أن تجتذب مئات الفتيات»، موضحة أن المسابقة «قدمت نمطاً جديداً تجاوز التلقين والخطاب فيها، موجه إلى الفئة الشابة، وكل أساليبنا حديثة تقدم قيماً أخلاقية أصيلة في خطاب متطور يتجاوز التقليدية». وأكدت المبارك، أن المسابقة «تولي جانب التدريب وورش العمل اهتماماً كبيراً عبر الأخذ والعطاء والمشاركة بالرأي بكل صراحة، كما طوعنا الفتيات الفائزات في السنوات السابقة، للدخول بأفكارهن الشبابية والتغيير الحاصل يكون على أيد شبابية، وأيضاً وجود الفئة الشابة في مراحل المسابقة في شكل كامل، وطرح أفكارهن جعلهن يقبلن على فكرة المسابقة». وأضافت أن «الفتيات بحاجة إلى هذه البرامج وهناك برامج لا تؤدي إلا إلى التفكير السطحي، إلا أنها برامج موجودة، ولكن ما نقدمه يحظى بإقبال كبير، وفرض نفسه على الساحة، واستطاع أن يبث ثقافة أن الأخلاق أولى، والحكم للمجتمع في تقدير الأفضل، ونطمع أن تكون هناك برامج أخرى مماثلة على مستوى المملكة». وبينما كانت المبارك تتحدث إلى «الحياة» تلقت اتصالاً من محطة إذاعية أجنبية، سألت مذيعتها: «هل تفتقرون إلى الأخلاق لتقيموا لها مسابقة؟»، فأجابت خضراء بسؤال: «وهل تفتقرون إلى الجمال لتقيموا له مسابقات؟».