فيما ينجح كثيرون من المصممين والمصمّمات العرب والمسلمين في تقديم قطع فريدة من الأزياء «الحاسرة» لمخاطبة أهواء المرأة الساعية إلى التحرر، يتجه مصمّمون آخرون إلى محاكاة أذواق شريحة واسعة أخرى وإرضائها، لا سيما في البلدان الغربية. ولطالما كانت ابتكارات الموضة تحاكي الأذواق المختلفة، بصرف النظر عما إذا كان الهدف منها الربح المادي الصرف أو أنه دليل على قدرة المصمم على إرضاء المجموعة الأكبر من المستهلكين والمستهلكات. ولم يعد ابتكار أزياء للمسلمات والمحجبات محصوراً في الدول العربية والإسلامية، فالسعي إلى توفير احتياجات هذه الشريحة من النساء بات مقصداً من كبريات دور الأزياء العالمية، التي وإن لم تقدّم مجموعات خاصة بالمحجبات، فإن القائمين عليها على جاهزية تامة من أجل إدخال تعديلات تتماشى مع ما تسعى المرأة المحجبة إلى اقتنائه. مجموعة ربيع - صيف 2012 لدور الأزياء الكبرى من «رالف لوران» إلى «ديور» و «شانيل»، تحوي الكثير من الابتكارات التي يمكن المرأة المحجبة أو المحشتمة ارتداؤها بسهولة. فالسراويل الواسعة في «إرميس» والفساتين الطويلة المنسدلة عند «فالنتينو» يمكن المحجبة ارتداؤها بسهولة تامة. من دون أن ننسى عودة السترات الطويلة والبلوزات ذات الأكمام الفضفاضة التي تساعدها في الإطلالة الراقية والمميزة. عام 2007 دخلت الإعلامية ومصممة الازياء منى أبو سليمان إلى معترك الأزياء، كرد فعل على عدم توافر الكثير من الخيارات بالنسبة إليها كمحجبة، إذ كانت الموضة تنحو إلى الثياب ذات الأكمام القصيرة وغيرها من الملابس التي لا تساعد المرأة ذات الخصوصية في ملابسها. دخول أبو سليمان المعترك، أعطى المرأة العربية والعالمية التي تبحث عن الستر الطويلة الأكمام والملابس «المحتشمة»، متنفساً خاصاً في عالم مزدحم بالابتكارات التي تراعي الأذواق المختلفة من دون التركيز على هذه الشريحة من السيدات. الأزياء الخاصة بالمحجبات، وسّعت الخيارات المتاحة لهن، من دور الأزياء التي تلحظ أذواقهن إلى خطّ خاص بهن، من دون أن تشعر المحجبة بأنها «منبوذة» من قبل دور الأزياء العالمية أو العربية. وتؤكد أبو سليمان أن تصميم أزياء للمحجبات يأخذ الكثير من الوقت، بخاصة إذا ما أراد المصمم تقديم المميز الذي يناسب المرأة في شكل جيد. وتوضح أن المرأة العربية تتمتع بجسم ذي تركيبة مختلفة عن الغربية. لذلك، على المصمم مراعاة هذه الخصوصية بالتعامل مع الأقمشة المميزة وبالتزامن مع مراعاة خصوصية إطلالتها. وإن كانت دور «إرميس» و «ديور» أدخلت الوشاح هذا العام مع مجموعاتها فظهرت الأوشحة على رؤوس العارضات بأساليب مختلفة لتقدّم للمرأة المحجبة أفكاراً بصرف النظر عمّا إذا كانت تناسب حجابها الحقيقي، أم يمكن وضعها مع تعديلات بسيطة، فإن معظم مبتكري المجموعات الخاصة بالمحجبات يلجأون إلى رفد مجموعاتهم بالأكسسوارات الخاصة، من المنديل إلى طريقة «التحجيبة» التي تحمل الكثير من الخيارات أيضاً من اللفة العربية إلى الإسبانية والهندية والخليجية... كلّها ابتكارات وتسميات معدة لمصلحة إدخال المرأة المحجبة في صلب عالم الموضة الراقية والعملية.