تتوالى أسابيع الموضة مقسمة وفق المواسم والعواصم، وعلى رغم أن كل أسبوع موضة يعتبر حدثاً عالمياً، فإن الأنظار تبقى شاخصة إلى الحدث الأكبر جماهيرية، وإن خسر في التراتبية الاقتصادية لمصلحة عاصمة اخرى. تشخص الأنظار إلى أسبوع الموضة في باريس، حيث تتوالى على خشبات العروض أكبر الأسماء في عالم الموضة، من «ديور» إلى «لانفان» ف «شانيل» و «إيف سان لوران»، مروراً ب «ان فاليري هاش» و «سيلين» و «لوي فيويتن»، وصولاً إلى «إيلي صعب» و «فالنتينو» و «درايز فان نوتن» وغيرها من الأسماء، التي قدمت أسبوع موضة تطبعه الراحة في الإطالة إلى درجة «اللامبالاة» والدقة بالتفاصيل إلى حد «الصرامة». استطاع راف سيمونز أن يكرس نفسه رقماً صعباً في المعادلة بعد أن قدم مجموعة الألبسة الجاهزة لربيع-صيف 2012. البلجيكي الذي تسلم مقاليد دار ديور الفرنسية، تألق في مجموعته الجديدة ليكرس ما بدأه في «الهوت كوتور». مجموعة عصرية، أنيقة، ومميزة قدمتها «ديور»، من التايور بأكتاف «مفخمة» عبر قصات مدوّرة، الى الفساتين ذات التنورة الكبيرة، حيث لعب سيمونز على التناقضات بين الأعلى الضيق والأسفل المنفوخ، فأقمشة مختلفة تتميز بألوانها التي بدت مضيئة تتناسب مع الموسم المقبل. المنافسة بدت محتدمة بين «ديور» و «لانفان» و «سان لوران»، بخاصة في التايور. وفي حين جاءت المنافسة متقاربة، إلا أن كلاًّ منها حافظ على خصوصيته، وعلى رغم تأثر ألبير الباز بخطوط «سان لوران» العامة المعروفة بتفاصيلها الدقيقة، فقد حافظ بسهولة على طابع «لانفان» الخاص الذي يمنح الحرية للمرأة، بدءاً بنوع الأقمشة المستخدمة وصولا إلى القصات. وحافظت «جيفنشي» على خصوصيتها، فجاءت الفساتين بقصات صارمة يصل طولها الى الركبتين، وتنتشر الإكسسوارات على أكتافها والأكمام كما على الظهر. وطغى الأسود الشفاف على المجموعة. وانطلق كارل لاغرفيلد من ثالوث «الهواء - الضوء - الطاقة»، ليقدم مجموعة مفعمة بالأنوثة الراقية تحاكي عراقة «دار شانيل» بالتفاصيل، من السترات القصيرة إلى الفساتين الضيقة عند الصدر والمنفرجة من أسفل، مزينة باللؤلؤ تارة وبعلامة شانيل أحياناً. وأكد اللبناني إيلي صعب أنه رقم صعب في عالم الأزياء، فجاءت امرأته بعيدة من كل تعقيد، تعيش رغباتها وتعبر عن مشاعرها، حريصة على استعمال الإكسسوار، تحمل تارة حقيبة يد باللون البرونز الزهري أو من الجلد الأخضر المائي، وطوراً ترتدي زيّاً من قماش الكريب بلون التوت أو الأزرق الداكن، من دون أن تنسى حقيبة اليد الصغيرة باللون الأزرق. مندفعة، تتجرأ على ارتداء أزياء من قماش الموسلين - الحرير المزخرف، ومطبعة بالألوان المضيئة. واستطاعت بشرى جرار أن تقدم مجموعة مفعمة بالراحة، فجاءت كل قطعة كأنها ريشة تنسدل على جسد المرأة لتساهم ب «رفرفتها». وجاءت مجموعة «ايسيمياكي» مفعمة بالبهجة، وبرزت الألوان مضيئة في احتفالية من الألوان والقصات بأسلوب يتماشى والعصر التكنولوجي بامتياز. وأعادت «نينا ريتشي» الأنوثة المفعمة بالإغراء بمجموعة برزت فيها الفساتين الشفافة.