حدّد المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية ميت رومني ملامح السياسة الخارجية التي سينتهجها، في حال فوزه في الاقتراع، وتشير إلى تغيير في أسلوب الرئيس باراك أوباما، خصوصاً في الشرق الأوسط حيث ينوي «تغيير المسار»، كما اعلن نيته تشديد العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي. وفي إشارة إلى الهجمات على سفارات أميركية في العالم العربي، خصوصاً على قنصليتها في بنغازي حيث قُتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز وثلاثة آخرون، رداً على فيلم مسيء للإسلام، قال رومني إن «الهجمات على أميركا الشهر الماضي يجب ألا تُعتبر أعمالاً معزولة»، معتبراً أنها «تظهر الصراع الأوسع نطاقاً الذي يشهده الشرق الأوسط، المنطقة التي تعيش أكبر تغيّرات منذ قرن. ومحاور هذا الصراع تمرّ في وضوح عبر بنغازي». وفي خطاب ألقاه في المعهد العسكري في فيرجينيا، اتهم رومني أوباما بالقيادة «السلبية» في الشرق الأوسط، مضيفاً: «الأمل ليس استراتيجية». وأكد رغبته في «تغيير المسار في الشرق الأوسط»، وزاد: «لا يمكننا مساندة أصدقائنا وهزم أعدائنا في الشرق الأوسط، حين لا تُرفَق أقوالنا بأفعال، وإذا كانت استراتيجيتنا لا تبدو بمثابة شراكة، بل عدم تحرك». وأعلن نيته، إن انتُخب رئيساً، «العمل مع شركائنا لتحديد وتنظيم المعارضة (في سورية)، والذين يشاركوننا قيمنا، والتأكد من حصولهم على الأسلحة التي يحتاجونها لهزم دبابات (الرئيس بشار) الأسد ومروحياته ومقاتلاته». ويتعارض ذلك مع سياسة إدارة أوباما. وأضاف: «لن أتردد في فرض عقوبات جديدة على إيران، وسأشدد العقوبات التي نفرضها الآن، وسأعمل مع إسرائيل على زيادة مساعدتنا العسكرية لها والتنسيق معها». وأشار المرشح الجمهوري إلى أنه سيجدّد التزام أميركا بهدف «قيام دولة فلسطينية ديموقراطية مزدهرة، تعيش جنباً إلى جنب بسلام وأمان مع دولة إسرائيل اليهودية»، لافتاً إلى انه سيربط المساعدة المالية لمصر، باحترامها معاهدة السلام مع الدولة العبرية، كما سيزيد موازنة الدفاع الأميركية. في المقابل، قالت ناطقة باسم حملة الرئيس الديموقراطي: «لتبدأ المعركة. أوباما قضى على قيادة (تنظيم) القاعدة، وأنهى في طريقة مسؤولة الحرب في العراق، وهو على وشك إعادة جنودنا من أفغانستان ويحارب ضد خداع الصين». استطلاع في غضون ذلك، أظهر استطلاع للرأي أعدّته مؤسسة «إيبسوس» لمصلحة وكالة «رويترز» تقدّم رومني في نيات التصويت، إذ بات يتخلّف عن أوباما بنقطتين فقط، وذلك بعد فوزه في المناظرة بينهما الأسبوع الماضي. وأشار الاستطلاع إلى أن 47 في المئة من الناخبين سيصوتون للرئيس الديموقراطي، في مقابل 45 لخصمه الجمهوري الذي كان متأخراً بفارق 6 نقاط عن أوباما، قبل المناظرة. وقالت جوليا كلارك، وهي منظمة استطلاعات الرأي في «إيبسوس»: «أعتقد بأن أداء رومني في المناظرة عزّز من نصيبه من الأصوات الآن، وهذا تغيير كبير عما كان عليه الأمر قبل أسبوعين». واستدركت: «المناظرة أحدثت تغييراً، وسنرى رومني يواصل تقدمه، إذ قلّص الفارق في السباق، ولكن يبدو أنه لم يتجاوز أوباما».