يتواجه الرئيس الاميركي باراك اوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني مساء الاربعاء (صباح الخميس بتوقيت المملكة) في مدينة دنفر بولاية كولورادو (غرب)، في اولى المناظرات التلفزيونية الثلاث المقررة بينهما في اختبار لقوة شخصية المرشحين ينطوي على مجازفات كبرى وسيتابعه عشرات ملايين الاميركيين. وينطلق باراك اوباما في المعركة من موقع قوة، مع تقدم واضح في استطلاعات الرأي. ومنح اخر الاستطلاعات الذي اجراه معهد غالوب اوباما 50% من نوايا التصويت مقابل 44% لميت رومني، وهو فارق يفوق هامش الخطأ في الاستطلاع. وبالنسبة لميت رومني، فان المناظرة التي ستبثها كبرى القنوات الاميركية تعطيه منبرا استثنائيا لقلب المعادلة قبل خمسة اسابيع من انتخابات السادس من تشرين الثاني/نوفمبر. في الوقت الذي لم يتح له اختياره بول رايان في اب/اغسطس كمرشح لمنصب نائب الرئيس ولا مؤتمر الحزب الجمهوري لتنصيبه، احراز تقدم في استطلاعات الرأي. وسيحتل موضوعا الاقتصاد والعمل الحيز الاساسي من المناظرة التي تستمر 90 دقيقة وتنطلق عند الساعة 19,00 بالتوقيت المحلي (01,00 ت غ الخميس). وسيتم التطرق ايضا الى الملف الصحي ودور الدولة لكن الصحافي جيم ليهرر الذي يتوسط المناظرة منذ 1988 يملك وحده تفاصيل الاسئلة. ومن المتوقع ان يتابع المناظرة اكثر من 50 مليون مشاهد. وفي العام 2008 تابع 52 مليون مشاهد اول مناظرة بين باراك اوباما وجون ماكين فيما اجتذبت المناظرة بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس انذاك مع الجمهورية ساره بايلن حوالى 70 مليون مشاهد. والرئيس الاميركي، المعروف بطلاقته في الخطب الطويلة اكثر من المناظرات، امضى يومي الاثنين والثلاثاء في فندق في نيفادا (غرب) محاولا التركيز على قدرته على الاقناع خلال المناقشات العلنية والتي مارسها اخر مرة في تشرين الاول/اكتوبر 2008 قبل انتخابه في مواجهة جون ماكين. ولا شك في انه سيتطرق الى مضمون الشريط المصور الذي تم تصويره من دون علم رومني في ايار/مايو وجرى بثه في ايلول/سبتمبر، وفيه يقول المرشح الجمهوري للمتبرعين لحملته انه "ليس معنيا" بنسبة ال47% من الاميركيين الذين لا يدفعون ضرائب، واصفا اياهم بانهم يعتبرون انفسهم "ضحايا" ويعتمدون على الدولة ويؤيدون حكما المرشح الديموقراطي. كما يمكن التطرق الى سجلات ضرائب رومني خلال المناظرة بعدما نشرت صحيفة نيويورك تايمز الثلاثاء تحقيقا حول اجراءات الضرائب التي استخدمها صندوق باين كابيتال في جزر كايمان والتي ربما تكون اتاحت للمرشح وهو الرئيس السابق للصندوق، دفع ضرائب اقل. كما سيكون الشعار الابرز بالنسبة لرومني هو "لا نستطيع القبول باربع سنوات اضافية مثل السنوات الاربع الماضية"، وهي العبارة التي اطلقها الاثنين خلال خطابه الاخير قبل ان يبدأ المرشح الجمهوري خلوته في فندق بوسط دنفر تحضيرا للمناظرة المنتظرة. وما يمكن ان يساعد رومني ايضا الهفوة التي ارتكبها نائب الرئيس جو بايدن الثلاثاء حين تساءل في كارولاينا الشمالية الثلاثاء قبل ان يصحح كلامه لاحقا، "كيف يمكنهم تبرير زيادة الضرائب على الطبقة الوسطى التي كانت مطمورة في السنوات الاربع الاخيرة؟". وعلى الفور سلطت الاضواء على هفوة بايدن هذه التي سارع الجمهوريون الى اعتبارها اعترافا من الديموقراطيين قبل خمسة اسابيع من الانتخابات، بسوء ادائهم خلال ولاية اوباما. لكن حجة عدم كفاءة الرئيس في مجال الوظائف فقدت بريقها مع تراجع معدل البطالة في اب/اغسطس الى 8,1%. وفي ولاية اوهايو الحاسمة (شمال) بلغت نسبة البطالة 7,2% مقابل 10,6% في اوج الازمة الاقتصادية. وبالتالي صعد رومني منذ ايام هجماته على باراك اوباما في مجال السياسة الخارجية واتهمه بالسذاجة والسلبية في التعامل مع الهجمات الاخيرة المناهضة للولايات المتحدة في العالم العربي او الملف النووي الايراني. وقد اثار مفاجأة الثلاثاء باعلانه ان تأشيرات الدخول التي منحتها ادارة اوباما الى بعض المقيمين غير الشرعيين في الولاياتالمتحدة لن تلغى، ما يشكل خطوة في اتجاه القاعدة الانتخابية للمتحدرين من دول اميركا اللاتينية الذين يجري التنافس على اصواتهم بشكل خاص في ولاية كولورادو. ميت رومني ( ا ب )