طهران - أ ب، رويترز، أ ف ب - صادق المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي امس، على انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد لولاية ثانية من اربع سنوات، في مراسم تميزت بغياب قادة المعارضة، وجدد نجاد خلالها التنديد بتدخل دول أجنبية في الاقتراع. وتغيّب عن مراسم التنصيب الرئيسان السابقان هاشمي رفسنجاني الذي يرأس مجلس تشخيص مصلحة النظام ومجلس خبراء القيادة، وهما من المؤسسات الرئيسة للسلطة، ومحمد خاتمي، والمرشحان الاصلاحيان الخاسران مير حسين موسوي ومهدي كروبي. في المقابل، حضر المرشح المحافظ محسن رضائي ورئيس السلطة القضائية محمود هاشمي شاهرودي ورئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني ورئيس مجلس صيانة الدستور أحمد جنتي، إضافة الى شخصيات سياسية أخرى والسفراء الاجانب المعتمدين في طهران. وتلا محمد قلبايكاني رئيس مكتب المرشد مرسوم المصادقة على انتخاب نجاد، قبل ان يسلم خامنئي الرئيس الايراني مرسوم تعيينه. واعتبر نجاد ان «المشاركة الواعية والحرة والقوية للشعب في الانتخابات، أذهلت العالم وعرضت نموذجاً جديداً من الجمهورية في العالم»، مؤكداً انه «ابن الشعب وشقيقه الصغير». وأكد بعد المصادقة على تعيينه، ان «خطاب الثورة اختير مجدداً» بانتخابه، و «إن شاء الله ان يكون امامنا مستقبل اكثر اشراقاً، لكن يجب ان نعلم أن المسؤولية اصبحت اكثر جسامة». وتطرق نجاد الى برنامج عمل حكومته الجديدة على مختلف الصعد، وقال ان «المساهمة الفاعلة في الساحة العالمية واجب وطني، وبناء ايران لن يتاح من دون المشاركة المقتدرة في ادارة العالم». وقال نجاد في كلمته: «اقول للحكومات ذات النزعة الانانية والتدخلية: ارتكبتم ظلماً حيال الشعب خلال هذه الانتخابات، وأسأتم استخدام وسائلكم السياسية والمالية». وأضاف: «اتخذتم موقفكم استناداً الى معلومات خاطئة وأفكار غير صحيحة، وننصحكم بالعودة الى طريق العدالة والإنصاف وعدم التدخل في شؤون الآخرين». ومن المقرر ان يؤدي نجاد اليمين الدستورية امام البرلمان غداً الاربعاء. وسيُمنح أسبوعين لعرض أعضاء حكومته على النواب لنيل الثقة. وتأتي مصادقة خامئني على الانتخاب، بعد يومين من بدء المحكمة الثورية محاكمة مئة اصلاحي بينهم شخصيات بارزة، بتهمة اثارة الاضطرابات احتجاجاً على فوز الرئيس الايراني. وأكد محمد علي ابطحي النائب السابق للرئيس محمد خاتمي، شهادته التي ادلى بها امام المحكمة، ونفى خلالها تزوير الانتخابات، على رغم ان زوجته فهيمة موسوي نجاد، اعتبرت انه لم يكن «في حالته الطبيعية»، وانه ادلى بتصريحاته تحت تأثير الادوية. وقال ابطحي للتلفزيون الحكومي: «هذا استخفاف بذكاء الناس وبأنفسنا. تطرقت الى مسائل جدية حول الوضع السياسي للبلاد، ومسألة التزوير، وما حدث بعد الانتخابات، والأضرار التي تكبدتها البلاد. هذه كلها حجج جدية جداً بدأت بالتطرق اليها حتى قبل الانتخابات».