أكدت مصادر موثوقة في اللجنة الوطنية للحج والعمرة ل «الحياة» إصدار الحكومة السعودية تأشيرات سائقي حافلات النقل التركية اليوم، موضحة أن انفراج الأزمة يتزامن مع رفع الحكومة العراقية الرسوم المالية المفروضة على حافلات النقل التركية نظير مرورها عبر أراضيها بنسبة بلغت 30 في المئة. وأوضح رئيس لجنة النقل بالغرفة التجارية والصناعية وعضو لجنة الحج سعد القرشي ل «الحياة» أن الشركات السعودية قامت بمفاوضات وصفها ب «الشاقة» بعد أن أقفلت الحدود تماماً بين تركيا وسوريا بعد الضربة الأخيرة، مبيناً أنه تم إبلاغ الشركات التركية وهيئات النقل إذا كانت ترغب في تأمين الحافلات للعمل في موسم الحج والاستفادة منها للجهات الراغبة في السعودية فإن عليها تأمين وصول الحافلات إلى الأراضي السعودية ما دفع بالجانب التركي إلى عقد اتفاق مع السلطات العراقية ليتم بموجبها دخول الحافلات عبر منفذ «جديدة عرعر» بين السعودية والعراق. وقال القرشي إن الجانب السعودي لم يكن طرفاً في النقاشات بين الجانبين التركي والعراقي، مضيفاً «بناء على هذا الاتفاق ازدادت أسعار استئجار الحافلات بنسة بلغت 30 في المئة، باعتبار أن الحكومة العراقية فرضت رسوماً عليها عبر أراضيها، إلى جانب طول المسافة التي ستقطعها الحافلات». وأدى التوتر الأخير الذي تشهده الحدود التركية السورية، وما أعقبه من ضربة تركية لمواقع بالقرب من منفذ تل أبيض الحدودي بين البلدين، في مفاقمة وضع سائقي حافلات الحج الذين أقفلت في وجههم الحدود بين البلدين، فيما فرضت الحكومة العراقية رسوماً مالية على سير الحافلات المستأجرة من الجانب السعودي. وبالعودة للقرشي الذي أكد أن الأزمة بدأت في الانفراج بعد توقيع الحكومتين العراقية والتركية اتفاقاً خلال الأسبوع الماضي، تم الإشعار على إثرها بأنهم سيرسلون الحافلات عبر الأراضي التركية، إضافة إلى إنهاء وضع تأشيرات السائقين عبر القنصلية السعودية في إسطنبول لضمان حل هذه القضية بشكل عاجل. وأضاف «تعرضت الحافلات المستأجرة من الشركات السعودية في العام الماضي، إلى إطلاق نار في سورية، في حين لم تصل أي حافلة هذا العام، وستدخل الحافلات التركية عبر منفذ حديثة عرعر المحاذي للأراضي العراقية خلال الفترة المقبلة». وأشار إلى أن التأخر في وصولها لم ينعكس سلباً على برامج تفويج الحجاج بل انعكس على الأسعار فقط، مضيفاً «فالفترة الزمنية ما زال من الممكن تداركها، وغالبية الحجاج يصلون جواً، وبالتالي الانفراج الذي حدث سيسهم في تسريع وصولها إلى الأراضي السعودية في وقت مناسب وإن كان متأخراً». وتستأجر الشركات السعودية سنوياً ما يقدر ب 2500 حافلة من مصر وتركيا التي تعتبر سوريا خطها البري الوحيد قبل نشوب الأزمة الداخلية السورية التي تعرضت خلالها تلك الحافلات لإطلاق نار العام الماضي، ما فرض تغيير مسارها العام الحالي عبر الأراضي العراقية التي يتوقع أن تسهم تلك الحافلات في نقل أكثر من خمسة ملايين حاج خلال موسم الحج الحالي.