سيكون ملعب فيلودروم مسرحاً للمواجهة النارية بين مرسيليا المتصدر وباريس سان جرمان صاحب المركز الثالث في المرحلة المرحلة الثامنة من بطولة فرنسا. وخلافاً لجميع التوقعات، حقق مرسيليا انطلاقة صاروخية إذ فاز في مبارياته الست الاولى لكنه سقط سقوطاً مدوياً في الجولة الاخيرة امام فالنسيان 1-4 ما رسم علامة استفهام كبيرة حول قدرته على الاستمرار في تقديم افضل العروض. وكان مرسيليا حقق موسماً سيئاً بجميع المقاييس الموسم الماضي واحتل مرتبة متأخرة، واعتبر النقاد ان الموسم الحالي لن يكون افضل خصوصاً بعد رحيل المدرب ديدييه ديشان (انتقل للاشراف على منتخب فرنسا)، وبعض ابرز لاعبيه، لكن الفريق باشراف المدرب الجديد ايلي بوب خالق جميع التوقعات وحقق انطلاقة قوية. ويملك مرسيليا 18 نقطة من اصل 21 ويتصدر بفارق 3 نقاط عن باريس سان جرمان الوحيد الذي لم يخسر بعد هذا الموسم. فبعد ثلاثة تعادلات في مستهل الموسم، حقق فريق العاصمة الفوز في مبارياته الاربع الاخيرة ويريد الحاق الهزيمة بمرسيليا ليزيحه عن الصدارة بفارق الاهداف. وقال ستيف ماندادا حارس مرمى مرسيليا «لم ندخل اجواء المباراة اطلاقاً ضد فالنسيان وارتكبنا العديد من الاخطاء بينها واحدة مني، وعلينا تصحيح الامور ضد باريس سان جرمان. يتعين علينا استعادة المستوى الذي سمح لنا بتحقيق سلسلة من الانتصارات». وخاض سان جرمان مباراة سيئة في دوري ابطال اوروبا امام بورتو وخسرها صفر-1، لكنه يستطيع الاعتماد على مهاجمه المتألق زلاتان ابراهيموفيتش هداف الدوري برصيد 7 اهداف. قاعدة «الاستقرار» تتفوق على لغة «الملايين»! منذ ان امتزجت رائحة العطور «الباريسية» في ميادين الكرة الفرنسية باللمسة القطرية بات الفريق العاصمي «سان جرمان» اسماً يصدح صداه في عالم كرة القدم، فهو الذي أصبح يشتري عقود اللاعبين الكبار بكل يسر، ويقارع أقوى أندية القارة مالياً وفنياً على مدى التاريخ في جلب النجوم. البداية نشأت منذ التفكير في التعاقد مع الأرجنتيني باستوري «نحلة» وسط باليرمو الإيطالي، وسط متابعة من الآخرين من دون حول ولا قوة، وتثبيت الأقدام في «الميركاتو» جاء عبر التعاقد مع المدرب الإيطالي صاحب السيرة الزاخرة بالمنجزات أنشيلوتي خلفاً للفرنسي كومبواريه، وبعدها حضرت التأكيدات والرغبة في غرس مفهوم جديد في عالم الكرة اسمه باريس سان جرمان من خلال تعاقد إدارة الأخير مع الإيطالي (برازيلي الأصول)، تياغو موتا من فريق انترميلان، ومن بعده أضحت يد «الباريسيين» هي الطولى في سوق الإنتقالات ونجحوا في جلب الأرجنتيني الموهوب لافيتزي من نابولي الإيطالي، ومن ذات السوق كانت التعاقدات الأقوى بعقد وقع في أسفله البرازيلي تياغو سيلفا قائد فريق ميلان في صفقة أحدثت ضجيجاً واسعاً في الوسط الرياضي، قبل أن تأتي القاصمة للفريق الإيطالي والخبر الأجمل لأنصار الفريق الفرنسي حينما تم الإعلان أن باريس سان جرمان سيكون المحطة المقبلة للمهاجم السويدي إبراهيموفيتش، ومنذ ذلك اليوم وفريق الفرنسيون يتحلى بحضور إعلامي أنيق وبقائمة مرصعة بنجوم لم يحدث أن مروا على الدوري الفرنسي. وعلى النقيض ففريق مارسيليا لم ينفق ولو حتى جزءاً من المبلغ الذي أنفقه خصمهم على نجزمه، ولكنه فضل أن يحافظ على أبرز لاعبيه ويحقق معادلة «الاستقرار» الفني بعيداً عن الملايين، وربما أن الدليل يتجلى في صدارة مارسيليا للدوري الفرنسي حتى الآن، وفوزه في المباراة سيوسع من فارق النقاط إلى 6، وسيؤكد أن قاعدة «الاستقرار» تفوقت على لغة «الملايين».