يستبعد معظم المراقبين احتمال حصول تزوير في الانتخابات الرئاسية المقررة اليوم في فنزويلا لكن الشكوك تحوم حول الموقف الذي سيعتمده أنصار الخاسر، مع توقّع أن تكون النتيجة أكثر احتداماً من الاقتراعات الرئاسية الثلاثة السابقة. وكعربون حسن نية وقّع المرشحون الستة، وبينهم المرشحان الرئيسان الرئيس المنتهية ولايته هوغو تشافيز والحاكم السابق هنريكي كابريلس، في منتصف تموز (يوليو) الماضي وثيقة تنص على أنهم سيعترفون بالنتائج التي سيعلنها المجلس الانتخابي الوطني الذي يضم خمسة أعضاء منتخبين من الكونغرس الذي يهيمن عليه أنصار تشافيز. وثمة ضمانة أخرى، وهي أن مراكز التصويت البالغ عددها 13800 في البلاد ستكون مزوّدة بأجهزة تصويت إلكترونية يعتبرها الفرقاء ناجعة لمنع التزوير. وقال إيناسيو أفالوس مدير المرصد الانتخابي الفنزويلي، وهو منظمة غير حكومية مستقلة، «إن الحكومة والمعارضة يتفقان» على القول أن «النظام الانتخابي بمجمله جيد جداً». وزاد: «حتى الآن لم يجد حتى تقنيو المعارضة وسيلة للتزوير». كذلك استبعدت المخاوف المتعلقة بسرية التصويت خصوصاً من قبل «مركز كارتر»، المنظمة الأميركية غير الحكومية المتخصصة في الإشراف على العمليات الانتخابية والتابعة للرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر. وعام 2004 نشرت لائحة تضم ملايين الأسماء الموقعة على طلب استفتاء ضد تشافيز، ما يغذي مخاوف لفنزويليين من تسجيل تصويتهم بواسطة هذه الأجهزة الإلكترونية. لكن مركز كارتر ومقره في أتلانتا أكد أول من أمس أن هذه الريبة «لا أساس لها». وأورد في تقرير أن «برنامج الأجهزة يضمن سرية التصويت» الذي سيجري تحت أنظار مراقبين محليين و «مرافقين» من إتحاد البلدان الأميركية الجنوبية (يوناسور). وعلى رغم هذه التطمينات، يخشى أنصار كابريلس أن يرفض تشافيز الذي تحظى «ثورته الاشتراكية» بشعبية كبيرة في أوساط الطبقات الفقيرة التي تشكل الغالبية في البلاد، الاعتراف بهزيمته إذا ما خسر الانتخابات. فإذا لم يعد انتخاب الرئيس المنتهية ولايته الذي يحكم منذ 1999 «فإن الشعب سيخرج، وستقع أعمال عنف ونهب وسرقات» كما قال مؤيد لكابريلس. من جهتها، تعتقد طالبة أنه «إذا فاز كابريلس فان تشافيز لن يقبل بهزيمته (...) وسيخرج الناس إلى الشوارع للتظاهر. وستقع حرب أهلية، أو يتدخل الحرس الوطني (الجيش) لحمله على الاعتراف بالانتخاب». وقد استنفر حوالى 140 ألف عسكري لضمان أمن عمليات التصويت. وإذا كان كابريلس لم يتهم منافسه مطلقاً بمحاولة التزوير، فإنه يتهم تشافيز بتقليب الفنزويليين بعضهم على بعض مع استملاك المؤسسات والإدارات وكذلك بقيامه بالحملة الانتخابية بوسائل الدولة. أما تشافيز الذي تعرّض في عام 2002 لمحاولة انقلاب مدعومة من الأوساط الاقتصادية ووسائل الإعلام الخاصة الكبرى، فتحدث بانتظام أثناء حملته عن «خطط البورجوازية اليائسة (...) التي تقضي بعدم الاعتراف بفوز الشعب». وقال أفالوس: «إن ما يشغل بالي ليس الأحد بل الاثنين»، معتبراً أن الأمور مرهونة بما سيعلنه تشافيز وكابريلس مساء الانتخاب. وزاد: «لا أحد يحب الخسارة (...) وأعتقد أنه سيكون هناك بعض الاضطراب» لكن ذلك لن يدوم. في المقابل، رأى فارس فريجة الخبير السياسي والاقتصادي المقرّب من الحكم «إن رد فعل الجماهير سيتوقف على سلوك الخاسر». لكن مؤيداً لتشافيز يعتقد أن البلاد لن تغرق في «العنف لأننا جميعاً فنزويليون».