ا ف ب - يظهر الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز مجددا على الساحة الدولية الثلاثاء في برازيليا اثناء اجتماع للسوق المشتركة لدول اميركا الجنوبية (مركوسور) التي ستنضم اليها بلاده، لتكون فرصة له لتسجيل نقاط في السباق الرئاسي المرتقب في تشرين الاول/اكتوبر المقبل والتأكيد مجددا على شفائه من السرطان. ويتزامن سفره الاول الى الخارج منذ بداية العام مع اول تجمعاته الجماهيرية استعدادا للانتخابات الرئاسية في السابع من تشرين الاول/اكتوبر حيث عاد تشافيز لالقاء خطبه الطويلة على وقع الاغاني والرقص ليمحي صورة الرئيس المريض والضعيف التي برزت في الاشهر الاخيرة اثر تشخيص اصابته بمرض السرطان في حزيران/يونيو 2011. وفي هذا الشهر اعلن الرئيس من جديد "شفاءه" بعد سلسلة طويلة من العلاجات وعمليتين جراحيتين اجريتا له في كوبا (في 2011 و2012) ما منعه من السفر خصوصا للمشاركة في قمة الاميركيتين في نيسان/ابريل الماضي في كولومبيا. وبحضوره اجتماع مركوسور يعود تشافيز الى الساحة الدولية "ليقول: +انا عائد ولم يعد لدي اي مشكلة+ ولنفي كل الشائعات حول مرضه"، كما قال رئيس معهد داتاناليسيس الفنزويلي للابحاث السياسية لويس فيسنتي ليون. وقبل اقل من ثلاثة اشهر من الاقتراع الرئاسي "يحتاج تشافيز لارسال صور واضحة عن شفائه لمحو اي شكوك بشأن مستقبله" يمكن ان تنتاب ناخبيه كما اضاف هذا الباحث. فتشافيز الذي يحكم منذ العام 1999 ما زال يحظى بشعبية كبيرة لدى الشرائح السكانية الفقيرة ومعظم استطلاعات الرأي تشير الى تقدمه بشكل مريح على منافسه الرئيسي الحاكم السابق هنريكي كابريلس رادونسكي. لكن وضعه الصحي يعتبر من العناصر الاساسية في هذه الحملة الانتخابية. الا ان سفره الى البرازيل ينطوي ايضا على هدف اخر. "فهو اول موعد دولي للرئيس في 2012، ما يدل على الاهمية التي يوليها لدخول فنزويلا الى مركوسور" كما قال المحلل السياسي فريث فريجا. فدخول البلاد التي تملك احد اكبر الاحتياطات النفطية في العالم الى السوق المشتركة لاميركا الجنوبية التي تضم الارجنتين والبرازيل والاوروغواي، تمت الموافقة عليه في حزيران/يونيو بعد تعليق عضوية الباراغوي -- التي كان مجلس شيوخها يمنع دخول فنزويلا منذ 2006 -- اثر اقالة الرئيس السابق فرناندو لوغو. وبذلك يحقق تشافيز احد الاهداف الجيواستراتيجية بدخول مجموعة تضم عملاقين اقتصاديين وتمثل 75 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي لاميركا الجنوبية. وكان الرئيس تشافيز الذي يعتبر نفسه وريث الحلم الفدرالي لاميركا الجنوبية للمحرر سيمون بوليفار والذي شجع اتحادات سياسية عدة مثل اتحاد دول اميركا الجنوبية او منظمة دول اميركا اللاتينية والبحر الكاريبي، اعلن هذا الاسبوع ان الدخول الى مركوسور "يفتح افقا جديدا من الامكانات لنمو الوطن الاميركي الجنوبي". واعتبر خبير العلاقات الدولية ادموندو غونزاليس انه فضلا عن "النزعة الفنزويلية التقليدية" للرهان على التكامل الاقليمي، فان المشاركة في مركوسور "حساب سياسي لتشافيز سعيا للتأثير على اعضائها وتوسيع مشروعه" اليساري الراديكالي المناهض لواشنطن. لكن ثمة مفارقة لا بد من حلها. فكيف سيتصرف بلد تعرف حكومته نفسها بانها "اشتراكية" وتفرض على اقتصادها -- المؤمم الى حد كبير والذي يعتمد على الواردات -- قيودا كبيرة امام القطاع الخاص، في سوق للتبادل الحر؟.