بدأ وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي امس زيارة للعراق، على رأس وفد رفيع المستوى، تلبية لدعوة من نظيره العراقي سعدون الدليمي. وأكد رئيس الوزراء نوري المالكي، خلال استقباله وحيدي ضرورة التعاون بين العراق وايران لتثبيت الامن والاستقرار ومكافحة الارهاب في المنطقة، فيما أبدى الوزير الضيف الإستعداد للتعاون مع بغداد في مختلف المجالات. وقال المالكي في بيان إن «العراق يسعى الى علاقات جيدة مع الدول كافة، لا سيما الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، وأكد «ضرورة التعاون بين البلدين لتثبيت الأمن والإستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب». وشدد على أن «ما تشهده المنطقة يتطلب المزيد من التفاهم والتنسيق لحماية بلدانها من التحديات التي تواجهها». من جهته، أكد وحيدي «إستعداد الجانب الإيراني للتعاون مع العراق في المجالات كافة، بما يخدم الأمن والإستقرار في المنطقة». وأعرب عن سروره «لزيارة البلد الصديق والشقيق». وقال ان «البلدين تربطهما مشتركات كثيرة، وهناك المزيد من المجالات على الصعيد السياسي والامني والاقتصادي والثقافي تستدعي التطوير». وأضاف ان «السياسات المبدئية للجمهورية الاسلامية تعتمد تنمية العلاقات الشاملة مع دول المنطقة، خصوصاً دول الجوار»، مؤكداً ان «العراق يحظى بمكانة خاصة في السياسة الخارجية والديبلوماسية والدفاعية للجمهورية الاسلامية الايرانية. العراق الجديد الذي اقيم على اساس شعبي وقانوني يجعل الفرصة مناسبة امام الشعبين لفتح آفاق واسعة من التعاون وحسن الجوار والعلاقات السلمية». ولفت الى ان «من اجل البحث في الاتفاقات الدفاعية بين البلدين وسبل تعزيزها وتبادل وجهات النظر في القضايا الاقليمية والدولية». وتعد زيارة وحيدي هي الأولى لوزير دفاع ايراني لبغداد منذ انتصار الثورة الاسلامية عام 1979. وكانت سلطات الطيران المدني أمرت اول من امس، للمرة الاولى، طائرة شحن ايرانية كانت في رحلة بين دمشق وطهران بالهبوط لتفتيشها في مطار بغداد قبل أن تسمح لها بإكمال رحلتها. يذكر ان الولاياتالمتحدة أبدت خشيتها من دور العراق في إيصال السلاح إلى النظام السوري، إذ شددت على أهمية التزام «جيران إيران بمنع مرور شحنات السلاح غير المشروعة عبر أراضيهم». لكن المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء علي الموسوي قال في تصريح الى «الحياة» ان «الادارة الاميركية لا تتهم العراق بدعم النظام السوري او تسهيل مرور الامدادت عبر اراضيه». وأضاف ان «الموقف الرسمي لواشطن يتمثل في دعم العراق للسيطرة على أجوائه ومنع عبور السلاح الى الاراضي السورية». وزاد: «كل طائرة يتم الاشتباه بها سنفتشها وهذا امر سيادي يعني الحكومة العراقية وحدها». على صعيد آخر، أفاد بيان للمكتب الاعلامي لرئاسة الوزراء ان «اللجنة العليا للعلاقات الخارجية عقدت صباح اليوم (امس) إجتماعها الدوري برئاسة المالكي، وناقشت زيارته لجمهورية روسيا الإتحادية وجمهورية التشيك». وأضاف انه «تم خلال الإجتماع تأكيد مواصلة العراق سياسة الإنفتاح وإقامة العلاقات مع الدول كافة، بما يحقق مصالح الشعب العراقي على الصعد السياسية والإقتصادية والعسكرية والتجارية». وكان المالكي أعلن في مقابلة تلفزيونية ان زيارته روسيا «تأتي في سياق سياسة الأبواب المفتوحة التي يتبعها العراق مع جميع دول العالم ومناقشة الازمة السورية». وأكد «موقف العراق الداعي إلى إيجاد حل سياسي للازمة السورية ومعارضته أسلوب العنف والتسلح لحل الأزمة»، مشيراً إلى أن «العراق لم يتدخل في سورية لا لصالح النظام ولا لصالح المعارضة المسلحة». وشدد على انه يهدف إلى «إحياء العلاقات مع روسيا وتطويرها في المجالات الاقتصادية والتجارية إضافة إلى التعاون العسكري ومساعي استكمال الجيش العراقي التجهيزات اللازمة».