أعلن الرئيس اللبناني ميشال سليمان أنه اتفق مع نظيرته الأرجنتينية كريستينا فرنانديز دو كيرتشنر خلال محادثات في مقر الحكومة الأرجنتينية على، «ضرورة الإسراع في عملية البحث عن سلام عادل وشامل لكل أوجه الصراع في الشرق الأوسط، على قاعدة قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام التي أقرت بالإجماع في بيروت منذ عقد من الزمن، مع الإشارة إلى الأهمية الخاصة التي تعلقها الدول العربية ولبنان على الاحتفاظ بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم ورفض توطينهم في الدول العربية التي لا يسعها الموافقة على مثل هذا التوطين». وشدد سليمان في مؤتمر صحافي مشترك بعد اللقاء، على «أهمية تمكين الشعوب العربية من تحقيق ما تصبو إليه من إصلاح وحرية وديموقراطية، بعيداً من العنف ومن أي تدخل عسكري خارجي، وضرورة إيجاد حل سياسي سريع للأزمة السورية على قاعدة الحوار والتوافق، في إطار ما يسعى إليه المجتمع الدولي من خلال ما أوكله من مهمة إلى السيد الأخضر الإبراهيمي». وكانت الرئيسة الأرجنتينية أشادت بعمل الجالية السورية - اللبنانية، وقالت: «يجب ألا أقول إنها سورية - لبنانية والرئيس سليمان صحح لي بأن هناك جالية سورية وجالية لبنانية». ورفضت وصف لبنان بباريس الشرق لأنها رأت فيه «تعبيراً استعمارياً»، مفضلة إطلاق صفة «درة الشرق» على لبنان، وشددت على «أهمية تعزيز التنسيق بين البلدين»، مؤكدة «زيارة وزير الخارجية الأرجنيتني بيروت في هذا السياق». وشددت على «أهمية حل المشكلة الفلسطينية كونها محورية للسلام، ليس فقط في الشرق الأوسط، بل في العالم أجمع، مع تأمين الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لجهة إقامة دولته المستقلة، بما يضمن تحاشي النزاعات، وفق ما تفرضه القرارات الدولية الصادرة في هذا الخصوص». ونوّهت ب «تضامن لبنان الدائم مع الأرجنتين في ما خص النزاع القائم مع بريطانيا حول جزر «مالفيناس»، شاكرة للرئيس سليمان والرؤساء العرب «موقفهم الداعم للأرجنتين في سبيل إزالة الاستعمار عن هذه الجزر». واعتبرت من جهة ثانية أن «الإرهاب هو ظاهرة تقوم بها أقلية تقوم بأعمال تربك العالم، وأصبحت آفة عالمية تهدد الاستقرار العالمي»، مشيرة إلى أن «الآليات التي استخدمت ضد الإرهاب، ساعدت على انتشاره والدليل على ذلك اغتيال السفير الأميركي في بنغازي». ودعت لبنان والدول الأخرى إلى «الاتفاق في وجهات النظر من أجل اعتماد سياسات جديدة بدلاً من السياسات غير الناجعة التي مورست». واتفقت دو كيرتشنر مع نداء سليمان ب «العدالة الاجتماعية كأساس وضمان لعالم أفضل»، مشيرة في ذلك إلى «آفة المخدرات وتجارتها التي ضربت المكسيك وأميركا الوسطى، وما شهدته من عمليات تفجير لم تكن مرتبطة بنزاعات دينية بل بهذه الآفة». والتقى سليمان في مقر إقامته رئيس المعهد الأرجنتيني للعلاقات الدولية ألبرتو جباريتي الذي اعتبر أن «لبنان ركن أساسي في المنطقة وعلاقاته الدولية المتشعبة تزيد من أهمية ما يقوم به على أكثر من صعيد»، مشيداً ب «سياسة التوازن التي يعتمدها الرئيس سليمان وتأثيرها الإيجابي في لبنان ومحيطه كمثال يحتذى». كما التقى حاكم ولاية لاريوخا لويس بدر هيريرا وكاتماركا لوسيا كورباسي وهما من أصل لبناني. وعقد لقاء مع ممثلي الطوائف الروحية من أصل لبناني، وأكد سعي لبنان لإعادة «تفعيل السفارات والبعثات الديبلوماسية وتزويدها بالوسائل الضرورية، وتأمين حق المغتربين في الانتخاب، وإعادة تسجيل من فقد جنسيته، ليس من أجل إعادة التوازن الطائفي فهو لن يتغير بفعل هذا الأمر، بل بهدف توسيع قدرة لبنان عبر ارتباطه باللبنانيين في دول الاغتراب، وإعطائهم الحافز والدافع للتعلق بوطنهم». وخاطب الحضور قائلاً: «إن ما تشهده الدول العربية كأنه فترة مخاض في الشرق الأوسط للتحول إلى الديموقراطية وهو يصب في مصلحة لبنان. وهذا التحول سيحسن ممارسة الديموقراطية في لبنان، بعدما ارتبطت قوى سياسية في لبنان بالقوى الخارجية على أساس عدم تداول السلطة. وحوّل هذا الأمر لبنان إلى ساحة صراع لفترة طويلة وعندما تتحول الدول إلى الديموقراطية، تصبح العلاقة أفضل بين بعضنا بعضاً والدول المحيطة بنا التي نحب ونرغب في إقامة علاقات مميزة معها علاقة أشقاء وإخوة، ومبنية على المؤسسات». واستمع إلى مطالب ممثلي الطوائف التي ركزت على موضوع استعادة الجنسية للبنانيين، وشدد على «أهمية توعية المغتربين بوجوب التمسك بأملاكهم العقارية في لبنان وعدم بيعها مهما كان السبب»،